آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-11:26ص

فرقتنا السياسة  ووحدتنا كرة القدم 

الخميس - 16 ديسمبر 2021 - الساعة 06:00 م

عبدالناصر العوذلي
بقلم: عبدالناصر العوذلي
- ارشيف الكاتب


فرقتنا السياسة وجمعتنا الكرة التي توحد حولها كل اليمنيين، لقد  كانت مبارة منتخبنا الوطني للناشئين في الدمام في المملكة العربية السعودية امام المنتخب السعودي الشقيق بادرة أمل لانتصارات قادمة لليمن على كافة المستويات .

ولأول مرة في تاريخ كرة القدم  أن منتخبا" كرويا يلعب خارج أرضه  وبين جمهوره، لكن منتخبنا الوطني جمع بين النقيضين فلقد لعب بين جمهوره الذي ارتص له بعدد وصل قرابة العشرين الف على مدرجات ملعب الدمام في المملكة العربية السعودية .

منتخبنا الصغير الذي حمل معه آمال كل اليمنيين التواقين للبهجة للفرح للسعادة للإنتصار بعد سبع سنوات اخفت ملامح السعادة عن وجوه الشعب اليمني كان محط انظار هذا الشعب المكلوم في شماله وجنوبه التواق لروح  وحافز الإنتصار في زمن الهزائم والإنكسار  .

لقد  حدقت العيون جاحظة أمام شاشات التلفزة واجتمعت الناس في ساحات واسعة في عواصم المحافظات والمديريات والمراكز والقرى محدقين بأبصارهم إلى أقدام صغار اليمن ناشئي الأمة اليمنية،  الصغار بسنهم الكبار بأفعالهم الذين حققوا باقدامهم المعجزات وأهدوا اليمن هذا المنجز العظيم وفي زمن الإنكسار والهزائم برق بارق النصر  من بوز أخذيتهم .

وهنا تصدق المقولة التي قالت أن اقدام منتخب الناشئين حققت من الألفة والمحبة والوحدة والتآخي ماعجزت عن تحقيقه عقول السياسيين، إنها كرة القدم ياسادة يعشقها اليمنيون عشقهم للحياة ففيها يفرغون طاقاتهم وفيها ومعها ينسون مآسيهم وأحزانهم ويتوحدون حولها ويحلقون بها ومعها الى أعالي الفضاء الرحب الواسع البعيد عن كانتونات الأحزاب والتيارات السياسية البغيظة التي فرقت الأمة وزرعت الشقاق في صفوف أبناء الوطن الواحد .

هتفت عدن وصنعاء وحضرموت وصعدة وحجة وابين وشبوة والمحويت والحديدة وعموم محافظات الجمهورية اليمنية  بشعار واحد  《بالروح بالدم نفديك يايمن》

لقد سقطت في لحظة كل المشاريع الفئوية والشللية والحزبية وتوحدت طاقات  الشعب اليمني خلف منتخب بلاده الذي كان أشبه بفسيفساء يمنية بألوان كل اليمن وحمل في طياته فلسفة واحدة تعبر عن لحمة واحدة وجغرافية واحدة كانت هذه هي فلسفة فريق اليمن الرياضي الذي تكللت جهوده بالتتويج بطلا  لبطولة غرب أسبا للناشئين  .

والعقبى بإذن الله لكأس العالم للناشئين الذي سيتم التحضير له من اللحظة وسيولى المنتخب عناية الإتحاد اليمني لكرة القدم وبرعاية مباشرة من معالي الشيخ احمد صالح العيسي رئيس الإتحاد  الذي كان الداعم الرئيس للمنتخب وأيضا رعاية معالي وزير الشباب والرياضة الأستاذ نائف البكري الذي قاد وزارة الشباب والرياضة بكل كفائة واقتدار  .

وأيضا بجهود مدرب المنتخب الكابتن قيس الذي أثبت جدارة واقتدار وحنكة في قيادة المنتخب الى هذا النصر الذي أعطى اليمن زهوا" ورونقا" وبهجة" فالف تحية له ولكل طاقم الفريق الإداري .

ولا ننسى مهارة لاعبي المنتخب الصغار الذين ذاع صيتهم وحققوا الشهرة العالمية بفنياتهم ولعبهم الأشبه بلعب منتخب البرازيل وهذه ليست شهادتي بل شهادة كل المحللين الرياضيين والمعلقين الرياضيين الذي أبهرهم لعب المنتخب وتجانسه مع بعضه البعض في تشكيلة كانت من اروع التشكيلات الرياضية .

مبروك لليمن هذا النصر الكروي وعسى أن ينعكس على جبهات القتال ليحقق اليمن واليمنيين انتصاراتهم على حوزات فارس وملالي قم ومشهد وأذنابهم من مخلفات العرب الذين ارتضوا الخنوع لمشروع فارس وقبلوا أن يكونوا مطايا لمشروع صفوي قميء  .


مبروك يامنتخبنا