كلما أتصفح الفيس بوك أشعر وكأني داخل جروب رياضي من كثرة المنشورات ، فبت أتسائل في نفسي لماذا كل هذا التفاعل ؟
الإجابة :
أكاد أن أقسم أن هناك مواقف أجبرتنا على أن تنهال دموعنا فرحًا بما رأيناه ، من هذه المواقف العابرة : أطفال في عُمر الزهور ، يبكون فرحًا وكأن الوطن على أعناقهم يخشون أن تسقط اليمن ولا رجعة لها !
أمهات ألحنَ على الله بالدعاء ، وكأن خسارة المنتخب هو أخر رهان على أن يبقى اليمن شامخًا رافع الرأس -لاسيما- في هذه السنوات العجاف !
صحيح أن الفوز لم يكن ببطولة كأس العالم أو كأس العرب أو كأس آسيا على أقل تقدير ، ولكن ما نعانيه منذ سنوات من أوجاع وأحزان هي من أجبرتنا أن نفرح ونبتهج بما يجمع شمل اليمنيين !
صدقوني ولا أبالغ أن هذه الفرحة عادت لقلوب اليمنيين وكأنها كعودة يوسف إلى أبيه بعد أن أبيضت عيناه من الحزن وهو كظيم .
- أتت لتقول لنا أيها اليمنيون كفى انقسام وتراجع الى الخلف .!
-أتت لتبرهن للعالم أننا شعب نؤمن بالتعايش بعد أن تعلمنا دروسًا كافية من الحرب والإقتتال وراء أطماع سياسية لاغير!
-أتت لتقول لساسة اليوم استحوا على انفسكم ، وانتبهوا على أجيالكم ، فهم في أعناقكم ، فماصنعوه بالأمس كفيل وبرهان أن يجمعكم على كلمة واحدة ..
-أتت لتبرهن للعالم أن اليمن مازال متوحدًا ، والدليل على ذلك مالمسناه البارحة أن اليمني الجنوبي يقول فاز منتخبنا اليمني ، واليمني الشمالي يقول فاز منتخبنا اليمني ، والتهامي وأبناء المناطق الوسطى يقولون فاز منتخبا اليمني ، لم يتفرد أحد عن أحد بهذا التفوق ، ألا يكفي أن نلم شملنا؟!
أتمنى من السياسيين المنصفين أن يحللوا هذه الفرحة بتجرد ماذا تعني لليمنيين ككل ، وإلى ماذا توحي ، حتى تعلم الأجندة الخارجية التي تراهن على تمزق اليمن أنها خاسرة ولو بعد حين ، وأن الشعب اليمني ذو بأس شديد ، ولكنه بحاجة الى قيادة مخلصة لا تتبع أي جهة خارجية لتعيد البهجة الى قلوب اليمنيين في الداخل والخارج .