آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-11:02م

اليمنيون تفرقهم الحرب والسياسة وتوحدهم الرياضة !

الإثنين - 13 ديسمبر 2021 - الساعة 11:58 م

عبدالواسع الفاتكي
بقلم: عبدالواسع الفاتكي
- ارشيف الكاتب


 فوز لاعبي المنتخب اليمني ، بكأس بطولة غرب آسيا الثامنة للناشئين ، يوم الاثنين 2021/12/13م ، وحد قلوب اليمنيين في الداخل والخارج ، ترك اليمنيون الحرب جانبا ، ورموا بأوجاعها وراء ظهورهم ، تناسوا خلافاتهم ، وقفوا خلف الفريق اليمني دعاء وحضورا وتبرعا ، يمموا وجوههم نحو اسم اليمن وعلمه ، المرسوم على صدور اللاعبين ،  زينوا صفحاتهم في وسائل التواصل بأسمائهم وصورهم وعلم اليمن .

عمت الاحتفالات كل أرجاء اليمن حتى النساء والأطفال الذين لم تكن الرياضة يوما ما مثار اهتمام ؛ بسبب الحرب ومآسيها التي سلبتهم طفولتهم،  الأمر ليس مجرد كأس واحتفال بالحصول عليه ،ووردة فعل طبيعية ،  إنه استفتاء شعبي على الهوية اليمنية ، تأكيد جماهيري على واحدية الأرض والإنسان اليمني .

عجت الشوارع والحارات والميادين، بمئات الآلاف من اليمنيين ، الذين خرجوا بعفوية ، يهتفون باسم اليمن ، يغنون له ويرقصون ، تناسى اليمنيون الحدود والفواصل النفسية والطبيعية ، التي صنعتها الحرب ، تساموا فوق مآسيهم وجراحاتهم ، رددوا أناشيدا وأغان وطنية ، وكأنهم في ملحمة حضارية . 

 أوصل الشعب اليمني رسالته لآلة الحرب ، ولنخبه وقواه ، كفى دمارا وقتلا وألما ، لقد أسأتم لليمن وأثخنتم جراحه ،  كفاكم لعبا بمصير بلد، شاءت الأقدار أن تتربعوا على عرش المسؤولية عليه، لكنكم أسأتم له ولأنفسكم ، إذ غاب عنكم اليمن ، وحضرت انقساماتكم وخلافاتكم ، ونفوسكم الطامعة للسلطة والإقصاء ، والراغبة في الاستحواذ والتملك .

قالها اليمنيون للعالم : سيبقى اليمن الكبير قبلة كل اليمنيين ،  تشرئب أفئدتهم نحوه ، مهما أدلهمت عليه الكروب ، وحلت عليه المصائب ، وسيظل ارتباط اليمني بوطنه وانتمائه إليه ثابتا لا يتزحزح ، ثبات الجبال الرواسي .

اليمن مليئ بالمواهب والقدرات والكفاءات ، واليمنيون صانعو معجزات متى ما أتيحت لهم الفرص ،  مشكلة اليمنيين تكمن في فقدانهم لقيادة وإدارة حكيمة ، تدير شؤونهم زووتقود دفة النهوض الحضاري ، سيجدونها ، عندما يتنحى جانبا أولئك العاشقون للصراع والحرب ، المعتقون بالماضي وأوهامه ، ويتولى زمام القيادة جيل نقي طاهر ، بعيدا عن الولاءات الضيقة ، ينظر للمستقبل متخلصا من عفن الماضي والحاضر، يؤمن بواحدية اليمن إنسانا وأرضا وبالديمقراطية والعلم طريقا لبناء اليمن واستقراره .