آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:59ص

العهد على العِز او العَزاء

الإثنين - 13 ديسمبر 2021 - الساعة 05:26 م

صالح فرج باجيده
بقلم: صالح فرج باجيده
- ارشيف الكاتب


مدويّة اطلقوها وبكل اعتزاز وفخر .. 
ذهبت الهبة الحضرمية الأولى وتركت بصمة قوية دامغة ان الحضرمي اذا أراد فيتبع قوله الفعل.. لذلك نلاحظ اليوم الهجمة التي يتعرض لها المطالبين باسترجاع وانتزاع الحق الحضرمي، من القريبين قبل البعيدين؛ ليقينهم ان قولهم يتبعه ويدركه الفعل..

لم يكن قيام حلف حضرموت من أجل أي شئ آخر سوى انتزاع الحقوق الحضرمية، وتمكين الحضارم من حقوقهم كاملة غير منقوصة، اثر هبّة شعبية أيضا لم تأتي من فراغ، بل نتيجة معاناة دامت سنوات طوال، وتصرفات رعناء لجيوش عفاش والمنتصرين بعد حرب العام 1994م، التي أوصلت البلد لما هي عليه اليوم من حرب ودمار ومعاناة، أدّت الى حدوث مجاعة تطرق الأبواب..

انبثاق الكتلة الحضرمية عن حلف حضرموت لم يكن نزهة ، بل جاء بعد سنوات طويلة من الاصطفاف والانتظار خلف الحلف، علّ وعسى أن يهب القوم لتنفيذ ماقام وتأسس من أجله الحلف، ولكن مضت السنون والكل يتفرج على ما آلت اليه أوضاع الحضارم جميعا؛ من تسويف ومماطلة، حتى بلغ الأمر شن حرب خدمات شعواء انكوى بها الجميع، و نالت منهم، وأصبح الحضرمي يعيش على أقل من الكفاف، برغم كثرة خيرات أرضه التي تذهب بعيدا جدا، والى جيوب معروفة وواضحة، لاتستفيد منها سوى شلة متسلطة استمرأت الأمر واعتقدت ان بإمكانها الاستمرار إلى ما لا نهاية.

بالتأكيد المصطفّين مع جيوش عفاش ومنتصري حرب العام 1994م، لم ولن ينخرطوا في أي عمل ترتكز أهدافه على النيل من سياسة اولئك القوم ، فهم قد اكتفوا بما يبقيه أسياد هم على موائدهم كي يتلذذوا به وليكن الحرمان مصيرا لكل الحضارم.

تسلّطت فئة دون سواها على الادّعاء بأحقيّة امتلاك واحتكار التمثيل الحضرمي ، لا لشئ، سوى قربها من  بقايا تركة ونظام عفاش البائد، وبقايا رموزه المسيطرة على القرار في بلد تحكمه حكومة وشرعية عن بُعد، ولاهمّ لرموزها سوى البقاء والاستمرار في التسلط على الرقاب .

من الغباء القول ان بقاء حضرموت بقرة حلوب لأنظمة الوحدة التي لا يرجى منه اي شئ لصالحها، أو أنّ بإمكانها تحقيق أي شئ من بقائها ضمن ذلك التكتل.

لم يكن خافيا أبداً أن الحضارم متمسكين بجنوبيتهم؛ أقلّها لان نضالهم ضمن سكان الجنوب فقط سيمكّنهم من استعادة حقوقهم، وفرض آرائهم وطلباتهم، كونهم رقما، وسيكونون ثلث سكان الجنوب على أقل تقدير، وأصحاب الثروة  والجغرافيا .. أما ببقائهم ضمن اليمن الموحّد فسيظلّون على الهامش، ولن يكونون سوى نقطة في بحر من حيث السكان والعدد ، ولن يكون لهم صوتا مؤثرا أو مسموعاً ، كما ان بقاءهم ضمن اليمن يعني أيضا تسلط الجنوب والشمال معا وهم مجتمعين ضدهم ..

إذا عاد الجنوب.. أولا يمكننا كحضارم بعد ذلك الاستفراد بالجنوبيين، وفرض مايريد الحضارم، سواء كتمثيل عددي، او جغرافي، أو اقتصادي ..

المدّعين بالنضال في سبيل البقاء ضمن اليمن جلّهم تابعين خانعين لقرارات باب اليمن، مكتفين ببقايا العضام التي ترمى لهم بعد نزع اللحوم منها .. وحرمان كل الحضارم من الهناء بمكتنزات أرضهم.

المصطفّين اليوم ضد فعاليات انتزاع الحق يتحدثون عن تصعيد سلمي دام سنوات عدة لم يلتفت إليهم أحد، فقد بلغت الاعتصامات والاحتجاجات حدا لم يعد يطاق، في ظل جوع وحرمان يكابده الجميع، ولم يلتفت إليهم أحد، حتى أن لجنة مخرجات لقاء”حرو“ قوبلت أيضا بالصدّ والرفض ..

لو لم يكن وراء الأكمة ماورائها؛ لماكان دُعاة الاعتصامات والوقفات يقفون ضد إخوانهم الذين شمّروا عن سواعدهم بهدف انتزاع الحقوق؟

لماذا لايكون هناك تكامل في الاصطفاف، طالما والمسألة مطالبة بالحقوق، فالمحتج سلميا يمارس احتجاجه، والمنخرط في التصدي يمارس احتجاجه بطريقته، حتى نصل الى المهم والأهم وهو أن نحصل على الحق الضائع والمغتصب .

لن يأتي الحق في ظل التفرّج على الأمر من بعيد، أو النيل ممن تقدم الصفوف .. بل سيأتي بالاتحاد والتكامل والاصطفاف؛ كل من موقعه.. فهيّا ياحضارم هبّوا، واصطفّوا، ولا تضيعوا الفرصة، فهذه المرة الفرصة سانحة ...

#بعير_في_الريم
#الهبه_الحضرميه_الثانيه


#صالح_فرج
الإثنين 13 ديسمبر 2021م