آخر تحديث :الثلاثاء-16 أبريل 2024-09:50م

سد ثره بين خطابات المحافظ وخيارات مشروع الأشغال العامة

الجمعة - 10 ديسمبر 2021 - الساعة 12:00 ص

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب


(شيبي) إسم لشخصٍ بريطانياً دخل التاريخ من أوسع أبوابه ، و كُتب إسمه فيه بماء الذهب ، و السبب أنه المهندس الذي أشرف على شق طريق العقبة في مطلع الستينيات من القرن الماضي في جبل ثره البالغ إرتفاعه أكثر من 3000 م عن مستوى سطح البحر ، و نتيجة لهذا الإرتفاع الشاهق و الإنحدار الشديد و صغر المساحة التي لم تسمح له بالمناورة أضطر لعمل منعطفات بلغ عددها (45) رون منتهياً بذلك من رسم ما يشبه اللوحة الفنية الرائعة حتى و أن لم تكن مكتملة ..

    ثم بعد ذلك أضاف  التاريخ إلى صفحاته البيضاء إسمين آخرين لنفس السبب ، و هما البنك الإسلامي و شركة صينية إنشائية فهما من أستكملا لوحة (شيبي) في مطلع التسعينيات من القرن الماضي ايضا حين أضافا بعض من التعديلات و الألوان (الأسفلت)  مخرجين بذلك لوحة جمالية اسطورية جذبت إليها الزوار و السواح من مختلف البقاع و الفئات ..

 التاريخ اليوم يستعد لتدوين إسم رابع و لنفس السبب أيضاً و هو إسم مشروع الإشغال العامة الذي و بتمويل من البنك الإسلامي يستعد لتنفيذ مشروع سد ثرة لحجز مياه الأمطار التي تنزل من شعاب جبل ثرة و تتجمع في وادي أسفله ، و لكم ان تتصوروا منظر المياه و الخضرة الجمالي الذي سيضاف إلى لوحة العقبة الفنية ، فأجزم ان ذلك سيكون قبلة للسواح من مختلف دول العالم ..

 أعلم أن السياحة لن تكون هدفاً رئيس للبنك الإسلامي و لمشروع الأشغال العامة و أن الهدف الإنساني هو محور أهتمامها ، و لذلك فمشروع سد ثره سيحافظ على مصادر مياه الشرب الصالحة ل 90% من سكان مديرية لودر و الذي من المحتمل ان يصل اليوم إلى أكثر من 150 الف نسمة بعد ان كان 90 الف نسمة بحسب تعداد عام 2004م ، كما ان هناك أجزاء و مناطق من مديريات مودية و الوضيع تعتمد على مياه الآبار المنتشرة و المحيطة بوادي ثره..

 أنتشرت على منصات التواصل الإجتماعي صور قيل أنها لخطابات مرسلة من قبل محافط أبين اللواء ابوبكر حسين و يطالب فيها مشروع الاشغال العامة بنقل إعتماد المشروع لمشاريع في م/ خنفر و بحجة ان سد ثره يقع في منطقة و خط تماس عسكرياً ، ما أتمناه هو ان تكون تلك الخطابات غير جدية ، و ما أتمناه أكثر ان لا تكون حتى مجرد محل دراسة من قبل مشروع الأشغال العامة و ذلك لأسباب كثيرة ، فاليمن تعد كلها مناطق حرب و خطوط تماس ، فالحرب لا زالت مشتعلة و لم يحل السلام بعد ، كما ان كثير من مناطق و محافظات اليمن لم تعتمد ذاك سببا لإيقاف عملية  التنمية ، فمأرب أكثر  مدن اليمن تعرضا للقصف بالباليستيات و المسيرات و المدافع و مع هذا لم يوقف محافظها سلطان العرادة مشروع تطوير المطار و صيانة المحطة الغازية و كذلك مشاريع التنمية و الخدمات ، و حتى مقترح التحويل إلى خنفر فيه إجحاف بحق لودر و سكانها فكل مدن و مناطق خنفر لا تزال تحت خط نيران العوبان و القوات المشتركة ، كما ان منطقة خط التماس بثره حسب ما جاء في خطابات المحافظ بها العديد من القرى و عشرات المدارس و الناس تمارس حياتها الطبيعية كالمعتاد و يفترض ان الحرص الأكبر يكون على حياة المواطنين و طلاب المدارس لا ان يكون الحرص على مبلغ التمويل ..

 اليوم ما يقارب الربع مليون نسمة في المنطقة يضعون أكفهم على قلوبهم مترقبين لخيارات مشروع الأشغال العامة و يناشدون كافة أعضاء إدارته و صناع القرار فيه 
أن يكونوا نصيرين لهم لا عوناً عليهم كما يناشدون اللواء ابوبكر حسين في العدول عن خطاباته و أن يقف في صفهم لا عليهم ..

 لمشروع الأشغال العامة و البنك الإسلامي الخيار اما الصفحات البيضاء للتاريخ الإنساني و أما مزابله و صفحاته السوداء ..