آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-03:36ص

في ذكرى مئوية مختار مقطري

الثلاثاء - 07 ديسمبر 2021 - الساعة 09:33 م

امل عياش
بقلم: امل عياش
- ارشيف الكاتب



أمل عياش

عندما تم اختياري للحديث عن الكاتب والصحفي، مختار مقطري، في مئويته الأولى سعدت كثيراً، رغم أن الكتابة عن قامة صحفية وثقافية بحجم مقطري، مسؤولية كبيرة.
لكنني تشجعت، مستندة إلى سنوات من متابعتي المستمرة لمعظم ما أنتجه في حياته حول الفن والثقافة، والتي ساهمت بشكل كبير في تشخيص الواقع الثقافي والفني وتطويره.
ولا أخفيكم، أنني ما زلت أشعر بالقلق من عدم قدرتي على إيفاء هذه القامة الأدبية حقها، فمختار مقطري يمثل أحد أعمدة الصحافة الفنية في اليمن، وقد كانت كتاباته معبأة بالفكر والمقترحات، مبنية على دراسات وتأمل حقيقي.
لقد كانت كتاباته بالفعل أشبه بمشرط جراح، يداوي المشهد الثقافي ويرفع من شأنه، ولم تكن مجرد إملاء فراغ في صفحة صحفية.
باختصار، كان مختار مقطري، أحد أعلام عدن، وهو يكتب في صحيفة "الأيام"، واسعة الانتشار. لقد ظل لعقود يثري الحياة الثقافية والفنية بآرائه المتنورة والتوجيهية، رغم معاناته الطويلة  مع المرض، إلا أنه ظل متمسكا بالكتابة عن الفن والثقافة ومبدعيها.
ومما قد لا يعرفه البعض عن مقطري، أنه كان شاعرا رقيقا وحماسيا.. وهنا أتذكر أغنية له عن فلسطين، لحنها وغناها الفنان الكادح سعد مانع، حين تستمع لها يقشعر بدنك مما تحتويه من مشاعر وعاطفة جياشة.
لقد قضى حياته في خدمة الثقافة والفن.. يدعم المبدعين الشباب ويحلل الواقع الثقافي ويتناول الأغاني اليمنية والعربية بنفس المبدع، مستندا إلى ثقافته الغزيرة.. فقد كان موسوعة في مجال الغناء محليا وعربيا.
ورغم ما قدمه طوال حياته، إلا أنه كغيره من المبدعين الأوائل في هذا البلد، عانى من الإهمال ولم يحصل على حقه حتى في التكريم، ويواجه الحياة والمعيشة وحتى المرض بما يحصل عليه من مردود بسيط لكتاباته القيمة.

الحديث عن الكاتب مختار مقطري ذو شجون ويحتاج لوقت طويل.
 وبعدها قدم العرض المسرحي الناجح (اعدام عند الفجر) الذي اظهره للنور المخرج الشاب أحمد اليافعي، وكتبه مختار مقطري، تحت عنوان نجاح ملتقى الأجيال تتعاقب.

اعذرنا.. مختار مقطري
لم ولن ننساك مهنيا وإعلاميا وانسانيا
لقد تركت لنا مبدع خير سلف بخير خلف ابنك المبدع المتألق أكرم مختار مقطري
إنا لله وإنا إليه راجعون