آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-11:56م

مايضر الغنم !!

الإثنين - 06 ديسمبر 2021 - الساعة 12:07 م

د. عبدالكريم الوزان
بقلم: د. عبدالكريم الوزان
- ارشيف الكاتب


مثل شعبي رواه لي أحد الزملاء وهو يتحدث عن حكاية في محافظة نينوى – الموصل . ومفاده انك اذا سالت شخصا ما على سبيل المثال :هل هذا الموضوع أو العمل الفلاني يضر الغنم ؟ فيجيب بنعم يضر الغنم أو لا ..لايضر الغنم  .أو كأن يقول لاعليك يافلان طالما الموضوع لايضر الغنم وهكذا.
أما قصته  فتتمثل بان خدمات الكهرباء لم تكن معروفة  في أرياف الموصل وقراها ، وفي المدينة وتحديدا بالقرب من جامع النبي شيت المزود بالطاقة الكهربائية توجد  ساحة لبيع وشراء الأغنام ( جوبة) ، فكان بعض الأعراب من البدو يتجمعون فيها للارتزاق ، وكما هو معروف فان الحيوانات التي تعيش في مركز المدينة لاتخشى من الأصوات الواردة عبر الأجهزة الكهربائية كالمذياع على نقيض من تلك التي في الصحراء. وحصل أن نودي لصلاة الظهر من مأذنة الجامع ففزعت الأغنام لأنها لم تألف ذلك وأسرعت مبتعدة باتجاهات مختلفة فحاول صاحبها اللحاق بها لكنه ما أن يمسك أحداها حتى تهرب مجددا عند رفع الآذان الثاني ،  واتضح أن صاحبنا نفسه لم يسمع الآذان من قبل ، فكان يستفسر بقلق من المارة في الأزقة الضيقة.. ماهذا الصوت.. فيردوا عليه.. انه الآذان.. فيعود ليسألهم وهل يضر الغنم؟،  فيجيوا لا.. فيردف وهو يتنفس الصعداء.. اذن الحمد لله لاتوجد مشكلة،  وهكذا جرى هذا القول.
وحيث أن الأمثال تضرب ولاتقاس ، فان الناس في بلادنا يتناهى الى أسماعهم الكثير المبهم ، من ذلك  أن وفودا قد دخلت وأخرى خرجت ( خان جغان )، وأن فلان أبو( لملوم ) التقى علان (أبو ملموم ) وتباحث معه طويلا عريضا ثخينا حتى مطلع الفجر ، والمرشحون للانتخابات سيدلون بدلوهم الذي يغير الخريطة في الشرق الوسط وسوق ( العورة ) ،  والقادة السياسيون التقوا بعضهم البعض لاعلان العراق ( مدينة فاضلة ) افلاطونية ، وأن عملية التعيين بشكل عام ماتزال متوقفة في كل دوائر الدولة منذ مدة ليست بالقصيرة في وقت تعج فيه ساحات ( العمالة والمساطر) بأرقى المعلمين والمدرسين علما وخلقا وأصالة ، وأن طائرات تجوب السماء في أماكن حساسة دون غيرها ربما لالقاء مواد غذائية ومبالغ نقدية وعبوات بلاستيكية نفطية للمواطنين مع حلول الشتاء  ، وقطعات عسكرية تجحفلت وتحركت باتجاه المدينة الفلانية ونعتقد أنها تبحث عن قتلة المتظاهرين والناشطين وكبار الفاسدين ،المهم ياريت هذا وذاك ..( ما يضر الغنم )!!.