آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-09:01م

يوم اغتيال الرئيس اليمني الطاغي الشجاع

السبت - 04 ديسمبر 2021 - الساعة 12:28 م

علي منصور مقراط
بقلم: علي منصور مقراط
- ارشيف الكاتب


كان الجندي الحوثي جبانا وحاقدا وسفاحا قاشما عندما وجه اخر رصاصة إلى رأس الرئيس السابق علي عبدالله صالح وهو يدرك أنه ميتا ولفظ أنفاسه الأخيرة. لم تسل قطرة دم من جثة صالح . بعدنزيف دمه أو تجمد  بموته .

هذا اليوم الرابع من ديسمبر سقط الرئيس اليمني علي عبدالله صالح شهيدا مقبلا  لامدبرا داخل اسوار منزله 
سقط صالح واقفا وإلى جانبه رفيق دربه الوفي الاصيل الشهيد عارف الزوكا.

اختلفنا وكرهنا نظام صالح الطاغي وظلمة وما الحقة بشعبه وشعب الجنوب بالذات .لكن نعترف أنه من اشجع الرؤساء العرب حتى الآن لماذا !؟
عندما فرضت جحافل الموت والاجرام الحوثيين الحصار على صالح واقتربت دقائق الموت منه لم ينطق بكلمة واحدة خنوع واستسلام لكي ينشرها الحوثييون وتردد أمام الأجيال أنه رئيس جبان يحب الحياة واختار الذل والهوان . 
هكذا هم الرؤساء العظماء وان كانوا طغاة . نشهد لصالح وندرك أن معظم اليمنيين كانوا يرونه العدو الظالم الذي طغى وأبى واستكبر . لكن خاتمته كانت فريده وغير متوقعة جعلت خصومه  يتعاطفون معه ويفتخرون فيه ويترحمون له . هذا تاريخ لايقبل المزايدات والعواطف والخداع والتظليل والمغالطات

الرئيس العظيم صدام حسين داهمته قوات المارينز وقبضت عليه في إحدى البيوت بعد الوشاية من صاحب المنزل بثمن بخس . يوم أقتياده إلى المشنقه كان يسير وهو رافع الراس ساخراً وكأنه متجه في رحلة رفاهية وليس إلى الموت .

تم القبض على معمر القذافي وكان يتوسل ياشباب يا اولادي .لكنهم مجرمين لم يرحموه اغتالوه مع التعزير والتنكيل

الرئيس التونسي ابو علي رحمه الله غادر مطار تونس مع اشتعال ماتسمى بثورة الربيع العربي فمات بمرض خارج وطنه 
الرئيس المناضل حسني مبارك سلم نفسه وقدم للمحاكمة وظهر من رئيس لأكبر دولة عربية وطيار وقائد سلاح الجو في حرب أكتوبر إلى رجل بسيط مقهورا أثناء المحاكمة

الرئيس بشار الأسد تآمر عليه العالم وصمد داخل سوريا بجساره وثبات ورغم الدمار الذي لحق بسوريا مازال رافع الراس

كثير هم الرؤساء التي تتفاوت مواقفهم بين الشجاعة والثبات وحب الوطن حتى وإن كانوا يحكمون بالغلط

نعود للرئيس علي عبدالله صالح الذي حكم اليمن شماله وجنوبه ثلاثة عقود ونيف ارتكب فيها كثير من الأخطاء والجرائم لكنه حافظ على السيادة والكرامة والتراب اليمني ،
قال صالح : لن  اغادر وطني الا جثة هامدة فكان صادقا . لانكون حاقدين وشامتين حد الفجور ونردد أن  صالح وجد فقط للتدمير . من الجحود ان لانتذكر من ايجابياته من  المشاريع والبصمات التي تركها في كل بقاع اليمن . ومن المعيب أن نشهد له أنه كان عادل ويمسك نسبه من التوازن في توزيع السلطة والثروة. فقد استباح الجنوب في حرب وحشية إجرامية لاتنسى في عام ٩٤م وفتح للقوى الشمالية بنهب عدن والجنوب بالكامل وشرد قيادات دولة وعاد انتاج أشخاص يمثلون الجنوب ولم يحترم الرئيس البيض وسالم صالح والعطاس وياسين سعيد نعمان وهيثم قاسم ومسدوس والسييلي وصالح عبيد وغيرهم من سلموه دولة بكر واكبر مساحة تتفجر بالثروات النفطية فغدر بهم وخلفهم عبدربه منصور وأحمد مساعد وعليوه وطه غانم وغيرهم مسؤولين بدون صلاحيات ولا قرار .

كان بإمكان صالح أن يدوم في الحكم أكثر من ٣٣عاماً لو اكتفى بنهب الجنوب وتدمير جيشة وفتح حوار مع القادة الجنوبيين واعادهم بكرامتهم لكن بطانته ومن كانوا من حوله واعتقاده أنه أنصف الجنوب مضى ولم يسمع فلم يستمر الظلم..

اليوم وبعد سقوط  نظام صالح في ٢٠١٢م واختيار هادي حلفاً رئيساً توافقياً مؤقتاً .انتهى كل شي وأتذكر مقوله الدكتور ياسين سعيد نعمان في ٢٠١٢.انه  إذا تفجرت حرب في اليمن لن يجد الشماليين شمال يحكموه ولن يجد الجنوبيين جنوب يحكموه.

بالفعل وصلنا اليوم إلى أسوأ حال الحرب انهت كل شي سقط الآلاف من الناس ومازالوا في الجبهات ومات الآلاف من الجوع والفقر والعوز والمرض. توقفت رواتب الجيش والأمن وانهارت العملة والاسعار ترتفع بشكل جنوني. ضاع الحرب واستمد القهر والخوف والهلع والموت

مايحدث اليوم في عدن ابشع من سنوات حكم صالح بكثير وكثير جدأ جدا جدا. عدن تستباح وتنهب.  ماتركه صالح دمر اليوم . الدم والاغتيالات والانتهاكات والإرهاب والترهيب هو سيد الموقف والنظام ..
نحن نكتب الواقع ولانصطنع ونبيع الوهم لمن عنده عقل واخلاق ويدرك هذه هي الحقائق ومن يرى غير ذلك مسموح له يعتبرني اكبر خائن ومرتزق وبياع ولله في خلقه شؤون ..وللحديث بقية