آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-10:22م

للتذكير فقط ليس إلا

الجمعة - 03 ديسمبر 2021 - الساعة 10:28 م

علي البكالي
بقلم: علي البكالي
- ارشيف الكاتب


 

د. علي البكالي

أبادت المجاعة والحصار الاقتصادي الذي فرضه المجرم يحيى حميدالدين على شعبنا اليمني مطلع الأربعينان، اكثر من نصف سكان اليمن، حيث مات من الجوع والأمراض ما لا يقل عن ٤ مليون نسمه.

ويذكر القاضي الأكوع أن الناس كانوا يموتون في الطرقات والشوارع بشكل مريع، ولا يجدون من يدفنهم، وكان يموت في الشهر الواحد ما لا يقل عن مائة ألف نسمة، وخلال ثلاث سنوات من المجاعة والحصار الإمامي هلك أربعة مليون تقريبا، ونقص عدد السكان من ٧ في العام ١٩١٧ مليون إلى ٣ مليون نسمة في العام ١٩٤٨م.

وبالمقارنة مع حروب المجرم يحيى حميد الدين ضد الشعب اليمني وحروب الثورة والتحرر من الإمامة شمالا، والتحرر من الاستعمار البريطاني جنوبا، فإن عدد الضحايا والشهداء لم يتعدى  ٢٠٠ ألف يمني بما في ذلك الشهداء من الأشقاء المصريين.

اليوم يا سادة تتعرض أمتنا اليمنية المغلوبة للإبادة الجماعية بالميليشيا الإرهابية الحوثية، وبالحرب متعددة الأطراف، وبالحصار والتجويع الداخلي والخارجي.

وإذا كانت الحرب السلالية الحوثية الإرهابية قد أكلت من أبناء شعبنا من الشهداء والمغرر بهم ما لا يقل عن ٣٥٠ ألف نسمة، فإن الحصار والمجاعة سيفني نصف الشعب على الأقل.

نعم إذا لم يرفع الحصار الاقتصادي عن الشعب، ويتعافى الاقتصاد اليمني ويعود سعر الريال وتعود الموارد ويسمح لليمن بتصدير منتجاتها الرئيسة من النفط والغاز وغيرها، فإنها والله المجاعة التي ستفني ما لا يقل عن نصف سكان اليمن، بما يتعدى ٢٠ مليون نسمة هم الآن تحت خط الفقر لا يجدون لقمة عيشهم مؤهلون للانقراض.

إن سياسة الحصار والتجويع لشعبنا اليمني المقهور تحت وطأت ميليشيات الإرهاب التي صنعت على أعين المجتمع الدولي، كأداة للتدخل الدولي ومصادرة السيادة والقرار، ومفتاح لتمزيق اليمن، ووضع بلدنا وشعبنا تحت رحمة الاستعمار الجديد، لهي أشد وطئا وأنكى من حربنا ضد ميليشيا الارهاب السلالية الحوثية الايرانية التي تمارس أشد انواع الإرهاب والتطرف والطائفية والعنف.

إن الحرب الاقتصادية على شعبنا المتمثلة في الحصار والتجويع وحجز  كل ثروات الوطن ومقدراته، ومنع التصدير والاستيراد، ومنع الايرادات المحلية، لهي الحرب الأنكى التي تستهدف وجود شعبنا وأمتنا، وهي المساندة الخفية لميليشيا الارهاب الإمامية الحوثية على تدمير وطننا وإبادة شعبنا الكريم الصابر.

إنها الابادة الجماعية الناعمة للشعب اليمني بالمجاعة والحصار، فثلثي الشعب اليوم يأكلون أوراق الشجر، ويفتشون براميل القمامة دون جدوى، بحثا عن كسرة خبز متعفنة!

لمصلحة من يباد الشعب اليمني بالحروب والمليشيا والحصار الاقتصادي الخانق والمجاعة الحقيقية؟

هل ثمة قوى دولية خفية تريد إبادة اليمنيين وتهجيرهم، وتوطين 
غيرهم في هذه الجغرافيا الجيواستراتيجية؟

لا تكذبوا علينا وعلى شعبنا بالاغاثة الكاذبة ومنظمات الأمم المتحدة التي تمارس اللصوصية، وتسرق ثلاثة أرباع المعونات والربع الباقي تصرفه لمليشيا الإرهاب الحوثي!

في حين تعمل على تسميم شعبنا اليمني بأكياس الدقيق المنتهي صلاحيته، المليئ بالدود والمكروبات التي لم تعد خافية على وسائل الاعلام!

لا نحتاج اغاثاتكم ومعوناتكم الكاذبة، ولا دقيقكم المليئ بالدود والحشرات، الذي تربأ عن أكله الحيوانات!

نحتاج فقط أن تحلوا عنا وأن تعيدوا لنا ثرواتنا وايراداتنا الوطنية، نحتاج ألا تتدخلوا في شؤوننا وألا تصنعوا ميليشيا تدمرنا لاهداف
تضمرونها في سياق صراعكم الدولي.

لن يكون الشعب اليمني ضحية لألاعيبكم الشرق أوسطية ولا لتفاهماتكم مع ايران وملاليها.

خذوا ميليشياتكم التي صنعتموها لخدمة  أهدافكم الاستعمارية الخفية، وارحلوا عنا ونحن جديرون ببناء وطننا ودولتنا دون أي مساعدة كاذبة منكم.