آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-02:19ص

أن تـكـون كـاتـبـا مـلـتـزمـا.

الجمعة - 03 ديسمبر 2021 - الساعة 01:06 م

حيدره محمد
بقلم: حيدره محمد
- ارشيف الكاتب



حـيـدره مـحـمـد

عن تجربة ودراية ومعرفة ليست بالقليلة،أجزم قاطعا أن أحد اسباب الضياع والشتات اليمني المعاصر سببه الرئيس يعود للارتهان والارتزاق الموجه بالمال السياسي الخارجي.

المال السياسي الخارجي يُغذي الأناء السياسية التبعية للاقلام المتاجرة بالوطنية والأنتماء،والتي لاتعترف بالثوابت،وتقفز على كل الحقائق وتلوي على كل الاتجاهات،وهي تفتقد للمسؤولية الحقة،وتفتقر لأبسط مفاهيم التعبير عن الرأي والمواقف والرؤى البناءة لا الهدامة.

من السهل أن اقلب الحقائق واجيرها لصالح الموقف الذي اتبناه،ولكن من الصعب أن استمر في تقديم نفس التصورات والتفسيرات العقيمة وغير المنطقية ولا الموضوعية لتدعيم وجهة نظري وموقفي المتهافت والضعيف.

ولهذا فأن المال السياسي لايأبه لمضمون وثقافة الواجهات التي يمولها ويدعمها بقدر مايهتم بتكثيف الكم العددي لتلك الواجهات المخادعة والمرتهنة وهي في ازدياد.

التخوين والإقصاء والتشكيك والتشويه وخلط الاوراق واختلاق الفبركات ونسج السيناريوهات المضادة للمواقف والآراء الوطنية المتزنة في الطرح والتوصيف.

وجميعها توجهات مدفوعا بها للواجهة،وعلى كل المواقع والمنصات..وهي ماضية في افتعال المشكلات وتأجيج الأزمات وعلى نحو متسارع ومتصاعد مع كل احداث وتطورات المشهد.

ليس من الاحترام في شيء،أن تقدم رأيا ممهورا بصك الخيانة امام موقف وطني بناء لايجرؤ صاحبه أن يتخيله موقفا لقادة الجهة السياسية التي يمجدها وهي غير قادرة على الانعتاق والتخلص من قيود التبعية والارتزاق الذي يموله ويمول جهته.

وليس من الكياسة وشرف الكلمة ولا من القيم والمثل بمكان أن يكون الاتهام بالعمالة والخيانة مذيلا بالفاظ وعبارات نابية لن نجدها إلا عند السوقة والدهماء.

انا لا اتحدث عن المعايير المهنية في الوسط الصحافي والإعلامي،انا اتحدث عن الصف الأول لكتاب الرأي بمختلف توجهاتهم وانتماءتهم،ولا اعني غالبيتهم،ولكنني اعني الأكثرية المتناطحة والمتشنجة اطروحاتها وتحليلاتها وتوصيفاتها باختلاف رؤآها ومواقفها.

الأمر الذي يوشك أن يتعاظم مع الوقت ليصبح طوفانا يستحيل إيقافه وتحجيمه وهو لايفرق بين أن يكون الكاتب كاتبا ملتزما وبين أن يكون كاتبا موجها.