آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-11:41م

نوفمبر.. بداية الاستقلال او البحث عن استقلال جديد!!

الجمعة - 03 ديسمبر 2021 - الساعة 12:52 م

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب


الاستقلال من المحتل الذي سلب الحياة الكريمة والعيش الرغيد وزرع الرعب والخوف، وانتشرت الامراض والاوبئة، واغلق ابواب التنمية ومنع التعليم والتنوير، وجثم الليل ظلامه، واطال عمره على الشعب. ان هذه تكفي ليقوم الشعب وينهض بثورة تعيد له الحياة المسلوبة . ان الثلاثين من نوفمبر... كما علمونا كانت يوم توديع آخر جنود المحتل الذي منع عنا الحياة ، ان القيادة الوطنية التي توالت وكانت تمسك بزمام الامور بعد الاستقلال ، يجب ان تكون قدر من المسؤولية لديها وتحافظ على الشعب وتبحث عن التنمية وتحافظ على سيادة الجنوب ووحدة اراضيه وتكون مخلصة لدماء الشهداء واهداف التحرر،
وان تواجه المشروع الاستعماري الذي جثم على البلاد والعباد بمشاريع العلم والعمل؛ مقومات النهضة الوطنية... ولا تمرر الاحتفال به؛ بخداع الشعب بالشعارات الفارغه.
نحن شعب قام بثورته لاستعادة حياته ،ويحقق آماله وتطلعاتة،كما يحق له ان يعيش كباقي الشعوب المتحررة.
ان كل حركات التحرر في العالم لم تنتصر ولم تستقيم إلا بفتح ابواب التنمية وتأسيس الأمن وبناء علاقات خارجية،تساعد الشعب وتبني مستقبله، لا لتجعله رهين الخدمة لغيره، وهي التي حافظة على حركات التحرر من الاندثار،لا كما ينتظر الشعب السنين الى ماتقدمه له تلك الثورات التي ذابت في اليقادات ، التي تفننت في الانقلابات، واغلب ماتقدمه للشعب، كمثل الكيس المثقوب، لقد طال امد الانتظار،ليعيش الشعب بهناء.
ان الاوهام لايتطلع الشعب لها ممن يقوده،وهي مشكلة ليست عند الشعب، الذي لايريد غير اليسير، بل هي مشكلة القيادات المتوالية عليه، التي اوهمته بالخيال،وان تلك الاوهام ليست لآزمة من اجل البناء، وهذا القدر من الخيال قد لايتوفر؛لانه لم يكن موضوع على الرفوف لاستخدامه في إي وقت، ولكن[سددو وقاربو] ان القيادات هي من اهملت ذلك الشعب، مع وجود الثروات والقدرة على الانجاز.وان ماكان من بيع اوهام التدخلات الخارجية للدول الكبيرة، وما لها من قوة تفوقنا، ومصالح لاتنقطع يصعب علينا وجود التعامل معها،كان افترى تعايش مع الشعب،وان كان كما تزعم القيادات على مرور مراحلها المختلفة، لماذا لم تتجه للشعب؟ وهو ارضيتها الصلبه التي تقوم عليها  (الشعب) لكن  كانت وجود المشكلة من النفاق ممن جعل نفسه في خدمة الشعب، وكانت هي الخدعة الكبرى التي تعرض لها الشعب،  الا قليل منهم.
ان الدول والمنظمات وحتى الشركات العملاقة والاحزاب وكل الجماعات لديها معلومات دقيقة عن ماستقوم به من عمل ،من خلال المؤسسات التي تقوم عليها،ونحن للاسف ضاع عنا ذلك بل وسخر لبناء أمن المصالح الشخصية،وتجاهل بناء الدولة، ومن  هذه قوات الأمن التابعة للدولة، لكن من المعيب ان الثوار الذين نصبو انفسهم امام الشعب وتصدرو المشهد ووقع عليهم بناء الدولة، كانت معلوماتهم  عن كل نقاط المرور وعن جمع الاتوات للاسف. اومع بعض افراد مجتمعهم الذي فشلو في التعايش معهم.
لا يمكن ان تكون قوات الأمن للدولة مشغولة كل وقتها ؛ اما بتتبع مواطنيها او با اشياء تافهة،لا كما يريد وينتظر الشعب منها،بل يجب ان تنجح في الجانب الأمني من اجل تأمين الشعب الارضية لوجود القيادة وسلامة الوطن.
سنكتشف مع الوقت،وكلما كبرنا ونضجنا سياسيا وثوريا أن لا شيء كان يستحق كل ذلك العناء،كما نعيشه اليوم من ضيق العيش وكدر الحياة، انها ليست مجرد ثورة ستستمر وستنتهي حتما، رغم كل ما فيها من تقلبات،
لم يمنح الشعب الثورة لتكون قصة يأس، أو رواية أسى، أو فصول حرمان، ولكن كانت ثورة لتحرر الانسان من الخوف والعبودية ويسعد بها في بلاده، وتبني بها وطنه وينشاء فيها  جيل؛ يحتفل بما قدمه له اجداده ويضع اكليل الزهور ليعلن لهم ويخبر العالم من حوله؛ انه يعيش الربيع في وطنه.
ان ضعفنا اليوم ليس الثروات وكمياتها  ولا قوة الجيوش وسلاحهها ، ولكن كل هذا كان سببه افراد من وطني يتلون بالوان متعددة تحت شعارات براقة تتقبلها الشعوب وتنساق معها.
ونحن (الشعب) لسنا ملائكة نعفي أنفسنا من التقصير الفادح، والجهل ، والفهم المغلوط لثوابت الثورة وقوانينها، وما يحصل اليوم في وطني . نحن جزء من السبب الكبير والرئيس مع من خان الشعب وباع الوطن.
وكما تمر السنين، وما زلنا نبحث عن وطن الأحرار، ونبكيه رغم طول المسافات.
لانرى الاّ السراب بقيعة، ليس فيها تنمية وانجازات.
كان الشعب يحلم بقيام الدولة وتاسيس صروح العلم والعدل والمساواة، وان غيرنا من الشعوب قد دخلت في ميادين التنمية، ولم تجد احد من افرادها يستهين بما هم فيه من تقدم ملموس وحياة كريمة،
كانت نهاية الاستعمار فيهم، وانقطاع دابر المفسدين والمستبدين، الذين يطيلون من عمر القهر وظلام الليل والفساد وجشعه الذي  لاينتهي.