آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-12:04م

مسار السلام هو الصواب ومادون ذلك تجارة وتربح وعبث

الأربعاء - 01 ديسمبر 2021 - الساعة 11:05 م

عبد الفتاح العودي
بقلم: عبد الفتاح العودي
- ارشيف الكاتب


من نافل القول الخلاصة أن الحرب في اليمن فقدت بوصلتها التي اشتعلت في مسارها إلى مشاريع وسبل أخرى ، حتى تمثل الخطأ الاستراتيجي في ادارتها في ما تعانيه المحافظات المحررة وتحت جناح الشرعية التي هي الأخرى باتت بمنأى عنها  من الام وجراح وفقدان امن وغلاء معيشة يتهدد حياة سكانها بشظف العيش وقلة ما باليد والحاجة .
وتجاه هذا الحال والحالة المزرية التي بحسب تقارير دولية خلصت إلى أن اليمن باتت على شفا مجاعة تتهدد اهلها وتعد مأساتها أسوأ مأساة في العالم ، ظهرت هناك ثمة اصوات وطنية تطلق مبادرات خيار السلام بعد أن فشل خيار الحرب واستحيل مسارها إلى تربح واستثمار لبعض منتفعيها وتجارة انعكست واضحة البيان في من هم على قمة أو من مكون السلطة الشرعية وكذا بعض المكونات السياسية الأخرى ولم يعد الحال بخاف على ذي بصر وبصيرة وعامة الناس والوعي الجمعي الوطني والقومي والعالمي عامة ، حتى أن كل من المبعوث الاممي السابق غريفتش وكذا الامريكي الحالي صرحوا بأن ثمة اطراف من الشرعية وكذا الحوثي ترى ديمومة مصالحها في بقاء ديمومة هذه الحرب ويغمزون بذلك إلى المتاجرين بها والمتربحين منها ، والذين يدركون أن ايقافها يعني ازاحتهم من المسرح السياسي العبثي الذين هم فيه وخصوصا من ظهرت مفاسدهم وفسادهم وتربحهم من هذا الحرب ولم يعد بخاف على أحد ذلك .
دعوة بن دغر والجبواني إلى خيار السلام لم تكن إلا رؤية لرجلي سياسة واستراتيجية سلام وطني حقيقي بعد أن تبين لهم أن الحرب وخيار استمراريتها خرج عن مساره إلى مسارات أخرى وعبثية دمرت البنية التحتية وكل جوانب الحياة وتهدد النسيج الوطني اليمني برمته وستؤدي إلى حالة من الصراعات الرعناء بين مختلف المكونات السياسية بما فيها الشرعية التي افتقدت هي الاخرى ارادة وادارة الحرب واصبحت مجرد وسيلة لغايات ، وذلك مما لوحظ من غيابها وتغييبها عن معاناة وشظف عيش الناس في المحافظات التي تحت ادارتها المزعومة ، ومن ذلك فإن خيار السلام هو الأولى في ظل الانكسارات وحالة عبثية تخبط إدارة الحرب التي بلغت مدتها سبع سنوات ومازالت في الخطوة الأولى وفي محور ودائرة التموضع واعادة التموضع والخسائر المتتالية التي ستطيل أو تتعمد اطالة امد الحرب من جهات هي المتربحة والمتاجرة بهذه الحرب التي جعلت بلادنا على شفا أزمة اقتصادية وفشل سياسي واداري أصبح ماثلا للعيان ومجاعة تهدد الناس وتجعلهم بمرمى الاذلال والحاجة .
مجلس النواب في معارضته لدعوة خيار السلام وزعمه بأن خيار الحرب هو الصواب رأي ورؤية تفتقد الصواب ، كعادته الذي اوصل نفسه إلى حالة المتفرج على مشهد سياسي عبثي أو آلة غير فاعلة وعالة وشرعية معطلة إلا من ثمة تصريحات لاتسمن ولا تغني من جوع .
وبعض الجهات ممن يراؤون بأنهم إدارة حرب والحقيقة أنهم تحت إدارة أخرى وقيادة أخرى تتحكم في مصير البلد وكذا إدارة الحرب التي هي الأخرىهوت في عبثية مسارها إلى حالة التخبط الاستراتيجي لادارتها بعد حدوث ثمة متغيرات وظهور مكونات وجماعات شذت عن المسار الاستراتيجي للحرب الذي ادعاه التحالف ومن اجله اسقطت اليمن تحت طاولة البند السابع ، وكذا ادارة حرب البند السابع وما تبين منها من التفلت عن امانة إدارة الحرب وكذا المجتمع وسكان تلك المحافظات الواقعة تحت سلطة التحالف وعلى سبيل المثال العاصمة الاقتصادية المزعومة عدن من غلاء فاحش يعصف بأهلها وفساد مالي واداري في مكاتبها التنفيذية وقضاء معطل ودورات صراع بين جهات مختلفة ومتعددة ومتحدة الاتجاه والمنشأ والتكوين .
ومن هذه المعطيات فإن القارئ العادي لهذا المشهد سيصل إلى خلاصة بأن ربما الاتي من اطالة امد الحرب هو الاسوأ والمستفيدون الوحيدون من اطالة امدها هم المتربحون منها ، وبصريح العبارة من جنوا العملات الضاربة والمضاربون فيها ومن عمروا وعاقروا واشتروا واصبحت عقاراتهم باسطة باعها في بلدان شتى تشهدها مصر ودبي والسعودية وتركيا وربما بلغوا الصين وارض اليونان والهند والسند .
ومن الصواب على التحالف السعودي الاماراتي الأخذ بمسار السلام كخيار لهم من استنزاف شعب هو بحد ذاته العدة والعتاد والسند والعمق الاستراتيجي لها في ظل متغيرات واستراتيجيات دولية واقليمية لاتدعو إلى الطمأنينة من مستقبل الصراع على المنطقة تحت الاهمية الاستراتيجية أو الاقتصادية مع الادراك بأن الصديق والصداقة نسبية وخصوصا في استراتيجيات إدارة نظم الشعوب وبلدان عدة سقطت ببراثن العدو من جهة تخطيط ودعم الصديق وما العراق إلا مثل ، ومن لم تسعفه الاشارة لم تسعفه العبارة .