نحتفل بذكرى الاستقلال الوطني الثلاثين من نوفمبر المجيد في ذكراه الرابعة و الخمسين . ونحيى تضحيات شعبنا العظيم الذي صنع هذه الملحمة الوطنية بعد اربع سنوات من النضال الوطني الذي تشارك الجميع في صنعه من رجال و شباب و نساء و طلاب وعمال و فلاحين و احزاب و تنظيمات و نقابات .
ونقف لحظة اجلال و تقدير للشهداء الابطال الذين سطروا بدمائهم الطاهرة يوم الاستقلال المجيد .
و يؤلمنا جدا ان تعود هذه المناسبة وبعد نصف قرن ونيف من السنين وشعبنا العظيم في الشمال والجنوب في المناطق المحررة او التي تحت سيطرة الحوثيين يتجرع المرارة وشظف العيش و يقترب من المجاعة بسبب ما آلت اليه البلاد من خراب تام جراء الحرب التي اهلكت الحرث والنسل واتت على الاخضر واليابس ومازالت مستمرة .
و للاسف الشديد و نحن نرى الحالة البائسة لشعبنا في ظل التدهور التام للخدمات و انقطاع المرتبات و انهيار العملة الوطنية بشكل مريع ما جعل قطاعات كبيرة من شعبنا تحت مستوى الفقر دون ان نرى افقا لانقاذ شعبنا من الاطراف المعنية كالشرعية او التحالف الدولي او القوى الاخرى المسيطرة على الارض في الجنوب او الشمال . فكيف يعقل ان يظل القرار الوطني مرهونا باملاءات خارجية ويجري ضخ الاموال الماهولة لفئات بعينها تخدم هذا الطرف او ذاك بينما السواد الاعظم من شعبنا يعيش هذا الوضع الكارثي .
ان شعبنا يتضور جوعا ومرضا في ظل افتقاده للحياة الكريمة بينما تتجه عناية التحالف العربي الى صرف الاموال الكتيرة لعناصر وجهات محددة و كأن هذا الشعب الصابر المكافح لا يعنيهم في شيء . لايستطيع ان يعبر عن حالة شعبنا ووطننا ومن يستفيدون من هذه الحرب و يكتنزون الاموال ويقتنون العمارات و الفلل و يعيشون في الفنادق خارج الوطن الذي يئن من وطأة المعاناة .
ولذلك ننصح القوى اليمنية من شرعية و حوثة و انتقالي و سواهم و التحالف العربي ان يراعوا الله في معاناة هذا الشعب العظيم و الكريم و يعملون بصدق على تضميد جراحاته التي سببها الحرب قبل ان تحل الكارثة بالجميع . ولكن هذا الشعب سوف يخرج عن صمته اذا ظل الظلم واقعا عليه ، فهو شعب النضال و مقارعة الظلم في كل الازمان . ليس هناك تفسير سوى ان هناك مخططا ٱثما يستهدف وطننا اليمني العظيم ويستهدف شعبنا الباسل تتكالب فيه هذه القوى المحلية او غير المحلية والذي لن يرضى على هذا الظلم حتى وان صبر طويلا فلابد له ان يثأر لكرامته
*احمد عبد الله المجيدي
