آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:26ص

ذاك خالي فليرني امرؤ خاله

الإثنين - 29 نوفمبر 2021 - الساعة 02:50 م

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


سأحدثكم في مقالي هذا عن خالي، والحديث عن خالي ليس من باب المفاخرة، ولكن للتدليل على أن اليمن تأكل كوادرها من خلال دورات الدم التي تأتي لتحصد الكوادر، وما أحداث 13 يناير 86 المشؤومة إلا خير شاهد على تلك التصفيات للكوادر الجنوبية، ولم يعتبر الجنوبيون من تلك الجراحات، فمازالت مسلسلات التصفيات الجنوبية مستمرة، وما جبهات أبين إلا أنموذج بشع لأحقاد الجنوبيين، فكم من كوادر، وشباب قد فقدناهم في حرب الإخوة في رمال شقرة؟

 الشهيد الطيار صالح أحمد السعيدي طيار حربي انتهت حياته في خضم تلك الأحداث التي حصدت الآلاف من الكوادر الوطنية، وهذا الكادر كان من أبرز الكوادر في مجال تخصصه في قيادة الطيران الحربي، وقد كان ماهراً في قيادة طائرته، وكانت له طلعات تدريبية كان يقوم بها مع زملائه، وكنا نشاهدهم وهم يستعرضون بطائراتهم تلك ليسعدونا في تلك الفترة الجميلة، ولكنها انتهت حياته، ولفها الغموض، كغموض تلك المرحلة التي سرعان ما لملمت سوادها، واختفت تاركة خلفها مآس لأسر الضحايا الذين قضوا في تلك الفترة.

 الطيار الشهيد، أو الشهيد الطيار صالح أحمد السعيدي من أسرة كريمة، فعمه حيدرة السعيدي الذي له بصمات في التاريخ الإماراتي، وبناء الدولة الإماراتية، وابن عمه محافظ محافظة أبين السابق الدكتور الخضر محمد السعيدي، ولقد نبغ صالح أحمد السعيدي في مجال تخصصه، ولكن الوطن خسره بسبب طيش ونزغ مرحلة ضحت بكوادرها، ولم تبال بأسر تلك الضحايا، لقد فقدت تلك الأسر عائلها، وفقد الوطن كوادرًا هو في حاجة ماسة لهم للدفاع عن ترابه، فعجبي كل العجب كيف يضحي هذا الوطن بالغالي النفيس، ويحافظ على المغشوش الرخيص؟! فقد قضت تلك الفترة على أكابر القوم، ونجباء تخصصاتهم، وتركت وراءهم مصيراً مجهولاً لنهايتهم الدراماتيكية التي لم تفصح عن نهايتهم، ليزور أبناؤهم التراب الذي دفنوا فيه، فيا الله كيف تحس تلك الأسر عندما تتذكر ربها، ولا تعلم كيف كانت نهايته؟ وأين كانت تلك النهاية؟

 إنها دعوة أوجهها لفخامة الرئيس المشير الركن عبدربه منصور هادي للاهتمام بأسرة الشهيد الطيار صالح أحمد السعيدي، وكذا هي نفس الدعوة للرئيس الأسبق علي ناصر محمد، ولوزير الداخلية السابق أحمد الميسري، ولمن سيكون مبادراً للاهتمام بأسرة الشهيد الطيار، فهم بحاجة لمنزل يليق بتضحيات عائلهم، وهم بحاجة لسيارة، وتكريم لرب هذه الأسرة، فمن سيكون مبادراً ممن سميتهم، ومن لم أسمهم من المسؤولين؟