وهذا المثل يضرب لمن يتمتع بالفطنة والدهاء اللذين يمكنانه من الافلات في الوقت المناسب من المواقف الصعبة التي يقع فيها .
الروايات متعددة ومختلفة أحيانا بعض الشيء في مضمون قصة هذا المثل لكن أشهرها تفيد بأنه في قديم الزمان ، قام أحد الملوك بالحكم على شخص ما بالموت ، ومن المعروف لدى الجميع أن من يحكم عليه بالموت إعداما، لابد وأن يسأل عن طلبه الأخير وأمنيته الأخيرة من الدنيا ، وهذا ما حدث بالفعل مع الشخص المحكوم ، فتم سؤاله عمّا يريده قبل التنفيذ ، فأبدى المعني رغبته بأن يحضروا له كومة من الخيط ، وقطعة من الشمع ، وطلب مهلة تساعده على تشميع الخيط ، وبالفعل تم الاستجابة لما أراد ، فجيء له بما طلب ، ثم أعطوه مهلة لتشميع الخيط . وفي هذه الأثناء التمس من حارسه أن يمسك بأول الخيط ، وسار يبتعد عنه ليتمكن من تشميع الخيط ، وابتعد لمسافة أحس منها الجاني ، أن حارسه الممسك بطرف الخيط لم يعد يراه ، فترك الخيط ثم هرب .
وصل إلى مسامع الملك ما حدث فاستدعى الحارس ليقص عليه ما جرى معه ، فروى الحارس التفاصيل ، وأضاف فى آخر الأمر جملته الشهيرة قائلًا : إنه يا مولاي شمّع الخيط وهرب ، ومن هنا ظهرت المقوله شمّع الخيط والتي أصبحت مثلًا شهيرًا تتناقله الأجيال بعد ذلك .
الناس تتساءل هذه الأيام على الرغم من الفراغ الدستوري في البلاد عّما تم بشإن الفاسدين الذين سرقوا مليارات الدنانير ( وشمعوا الخيط) ، ومازالوا يسرحون ويمرحون خارج العراق بل منهم من هو داخل العراق وعلى عينك ياتاجر، بسبب صلتهم الوثيقة بأحزاب وجهات نافذة،وقس على ذلك قتلة المتظاهرين والناشطين والموظفين والمواطنين المخلصين والوطنيين ، وكل من نادى لبيك لبيك ياعراق .
لقد بات الرأي العام اليوم بفعل التقدم التكنولوجي الهائل لوسائل الاعلام والاتصال ظاهرا علنيا صريحا فاعلا تجاه محاولات التسويف والتضليل التي يتبجح بها بعض أصحاب القرار والنفوذ ، وهم يحاولون خداع الشعب المبتلى ، لكن هيهات هيهات فاليوم غير الأمس ، وقد دنا وقت الحساب ، عندها سيفوز من استطاع أن ينفذ بجلده من بطش المظلوم ، مع اني أشك بأنه ليس هناك ساعتها من بمقدوره ان ( يشمع الخيط)!!.
1- بتصرف وتعريق ، سمراء النيل ، قصة شمع الخيط وفركها ، https://www.qssas.com/story/2357 ، 21-8-2017