آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-06:05م

ستظل ذكرى 30 نوفمبر عالقة في القلوب والعقول والنفوس 

الإثنين - 29 نوفمبر 2021 - الساعة 11:11 ص

حسن العجيلي
بقلم: حسن العجيلي
- ارشيف الكاتب


كيف لنا ان ننسى هذا الحدث العظيم والكبير من تاريخ ثورة أكتوبر رائدة النضال السياسي والمسلح الذي هز كيان الاستعمار  البريطاني وزعزعت عروش الطغاة من أعوانه ورموز إمبراطورية العظمى من السلاطين والمستوزرين وجعلت من حكام المنطقة اقزام ولم تمنحهم الامان لأنهم من اول يوم تم فيه أعلان   استقلال الجنوب اعدوا العدة واختزلوا خيوط مؤامرتهم على كيف ان يتم إخماد هذه الثورة الاكتوبرية المجيدة ثم دأبوا إلى تحريك  قواتهم وجيوشهم ومعداتها الثقيلة البرية والجوية على غزو حدود   أرض الوديعة والشرورة ومنطقة البلق منتهزين فرصة خروج  الاستعمار البريطاني من الجنوب وفعلا احتلوا بعض المناطق على حدود جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وبدعم وتأييد من قبل  مخابرات الاستعمار البريطاني وجواسيس الامريكان المتواجدين في منطقتنا من ايام ما يسمى بمشروع الحرب الباردة لكن رجال  الجيش العربي الجنوبي ومن خلال الإمكانات المتواضعة التي تركها جيش الاحتلال البريطاني لجيش للجنوب عند مغادرته الى بلاد الجيران في الامارات وسلطنة عمان في 30/11/1967  لقد تمكنوا الرجال وبقيادة الجبهة القومية من دحر الغزاة الطامعين في ثروات الجنوب وأرضه ودارت المعارك حيث كان من الجانب السعودي والذي كان حينها يقود ذلك الحملة الامير سلمان بن عبد العزيز الملك اليوم في المملكة العربية السعودية أضافة الى قوات باكستانية مستأجرة ومن الذين تم اسرهم في تلك المعارك  ومن رجال الجيش الجنوبي جيش البادية الحضرمي وجيش الجنوب العربي وظلت المؤامرات تحاك ضد الثورة في الجنوب ولم يهدئ لهم بال أو سكينة اهل الاقليم لكن جميع تلك الجيوش الغازية  انكسرت وتحطمت وانهارت معنوياتها على سور وسياح الحدود الجنوبية ثم تكررت المناوشات للعديد من المرات فلم يتمكنوا من تحقيق اي نصر او هدف من أهدافهم الخبيثة ثم عادوا يمارسوا الخطط والدسائس الخفية ويرسلوا مرتزقتهم إلى الجنوب الغرض زعزعت أمن الدولة الفتية وانشغالها عن إعداد مشاريع وبرامج  التنمية وارساء قواعد العلاقات والتعاون مع العالم الحر السياسية والاقتصادية والدبلوماسية ولما وجدوا أنفسهم قد خسروا كثير  من المواقف وهزموا عادوا وطلبوا فتح الحوارات وسوف يقدموا الاعتراف بدولة الجنوب وكل ما يحتاجه الجنوب من دعم وعلى كافة المستويات وبرسالة خطية نقلها أحد رموز المعارضة ومن العناصر التي كانت لها علاقات جيدة بقادة الجنوبية والمتواجد  في المملكة العربية السعودية إلى القيادة الجنوبية برئاسة رئيس الجمهورية قحطان محمد الشعبي بشرط ألا يتوجه الجنوب شرقا ويبقى حليفا مع نظام الرأسمالية العفنة رفضت تلك الرسالة في حينها واستمرت رياح الثورة تعم وتجوب كل ارجاء الجنوب  وتحقق الالتفافات حولها من أبناء الشعب الجنوبي وبقيادة جبهة النضال الثوري الجبهة القومية والتي قدمت الدماء الزكية من اعظم الرجال على جبال ردفان واول شهيد الحرية والفداء غالب بن راجح لبوزه والشهيد مدرم وزملائه في أرجاء مدينة عدن  الباسلة التي تعاني اليوم من فساد ونهب وقتل وتشريد لأبنائها والله انت عظيمة ياعدن ولا تستحقين مثل هذه الممارسات المناطقية الغجرية والغبية فاستمرت ذيول المؤامرة وصرفت الأموال الطائلة من قبل أعداء الجنوب وحتى قضوا على أهم المنجزات واهمها الاستقلال التام والكامل وعملوا على تصفية  القيادات التاريخية في صفوف الجبهة القومية وعلى رأسهم وفي مقدمتهم دينمو الجبهة القومية وزعيمها الفذ البطل الشهيد فيصل عبد اللطيف وزملائه الميامين واتوا بعناصر من صفوف الجبهة  القومية لغير متجانسة ولا متوافقة وليست واعية أو مثقفة واتحدى اي كان يثبت عكس ذلك جميعهم نزقيون ومفلسون سياسيا ووطنيا وقوميا ..

ودارت المماحكات وتطورت الخلافات وانعكست على مسارات الثورة في الجنوب فتخلخل كيانها واهتزت اركانها وحتى وصلت إلى حافة الانهيار وتقاتلوا الرفاق وصفوا بعضهم لبعض ومن تبقوا اخذوها في خيشة هدية لعفاش ورموز حكام صنعاء بحثا عن الملاذ الآمن لان أيديهم  ملطخة لدماء الأبرياء وخوفا من ثورة تقوم عليهم شعب الجموب ولم يسلموا من عفاش الذي أصدر عليهم احكام بالإعدام واتهمهم بالخيانة العظمى ..

وكما يقولوا المؤرخون بأن التاريخ يعيد نفسه دخلت دول الإقليم  الى الجنوب بعد أن وجدت الفرصة والساحة خالية  ودمرت ما تبقى من بنية تحتية وقضت على جيش الجنوب القوي وامنها المترابط وها نحن اليوم نعيش على فتاتهم وكل دقيقة فيها يسقط  شهداء من أبناء الجنوب على ارض ليست بارضهم ولكن ظروف العوز والحاجة التي صنعتها وفرضتها دول الإقليم والقوى الاخرى أدت إلى هذه الكارثة والنكبات والأزمات وأصبح كل بيت يئن ثم اضحى عيد نوفمبر تتشاطره أيادي الأعداء وتتقاذفه مكونات وأطقم من مرتزقة الجنوب وبدلا من أن يكون عيد ومناسبة واحدة يحتفل به شعب الجنوب في مكان واحد ووقت واحد للأسف كل من يدعي بأن الجنوب له يقيم احتفال على كيفه علما بان الكل يستلم مقابل ما يقدمون من خدمات لأعداء الوطن عشت يانوفمبر والرحمة والمغفرة للشهداء الابطال لثورة الجنوب السابقون واللاحقون وتحية لشعب الجنوب العظيم وسوف تظل هذه الذكرى عالقة في النفوس وفي القلوب وفي العقول ..