اليوم الذكاء الاصطناعي طريق لابد منه، فالعالم يركض بشكل سريع ومخيف في هذا الاتجاه لدرجة أن طفل الذكاء الاصطناعي صار عمره يوازي طفل بشري عمره ٦ سنوات، ونحن في اليمن توقف الزمان بنا عند أمراض الصراعات المذهبية، والمناطقية، والسياسية، واهملنا التعليم، طالب ومدرسة وجامعة ومدرس ومجتمع لا استثني احد.
ففي مجال الربوت واللغة والصور صارت الآلة اكثر دقة من الإنسان، أي على سبيل المثال وليس الحصر، الإنسان لو عرضت عليه ١٠٠ صورة كلب مختلف الأنواع، أو ايس كريم مختلف الانواع، يغلط في تمييز الانواع بمقدار ٥ غلطات في المائة، أما الآلة فهي اقل من ٢ غلطات.
الان هناك أنظمة معقدة للتعرف على الأشخاص، أي الشرطي فقط يحتاج يأخذ صورة بتلفونه دون أن تشعر أو عن طريق كاميرا مراقبة بالشارع ويدخل النظام ويطلع كل شيء عنك وتصل المعلومات لتلفونه وانت أمامه في الشارع بثواني. أيضا جوجل وصلت في تقنية اللغة والمحادثات إلى مستوى تقريبا أنه لا يمكن تميز هل المتحدث معك في التلفون جهاز ام انسان حقيقي، والسبب نبرات التغير في الصوت والاحتيال، اي التلاعب والتنهد كصفات بشرية، وهنا صارت الآلة أفضل في التعرف على الكلمات والمحتوى، ولو لم تفهمك تتحايل عليك، وتعيد السؤال لك بصيغة غريبة بسياق اخر عجيب يجعلك لا تشك أنها جهاز.
وأيضا الصين تستثمر في هذا المجال وعلى سبيل المثال وليس الحصر تراقب ما يقارب من مليون مسلم بتقنية الذكاء الاصطناعي بعد أن أعطوا شركة صينية ١٧٨ مليون صورة مخزنة معهم استغلت في الذكاء الاصطناعي لدراسة سلوك الناس. الصين تعمل دون قواعد معقدة ومقيدة، ولديهم ايضا بشر لتنقيط المعلومات للالة اثناء التعلم، ولذا سوف يتجاوزون الكل. وهناك من أخذ صور مجرمين وبحثه يقوم على استنباط الإجرام من تقاسيم الوجه مثلا واخرون التعرف على العمر والأصل والنوع وغير ذلك. الامريكان وإسرائيل أيضا لديهم تقنيات مختلفة تجعل الأمر ليس مزاح، ومن اسرائيل كان دمج المحادثات والصور لدرجة لاتشك، اذا بايدن او ترامب تحدث معك صوت وصورة وهو برنامج الة، وايضا كيف صارت الالة تنتج صور لأشخاص غير موجودين فعلا لن تشك انهم كصور ليسوا الا من انتاج الالة اي غير حقيقة برغم تبدو أنها اخذت لشخص بتفاصيل دقيقة. وامزون او جوجل يمكنها مستقبلا تعرف، اذا كانت المرأة حامل بمراقبة السلوكيات للبحث او الشراء او الانماط وتغير ذلك والاضطرابات حتى قبل ان تعرف المرأة ذلك. المهم الدنيا داخلة عالم جديد ومخيف ولاحد سمى علينا.
الصناعات العسكرية سوف تكون رابح بشكل سريع، ومن يصل سوف يسيطر أكثر فأكثر، كان صناعة أو اقتصاد أو طب أو غير ذلك. الأوروبيون يعانون كثير بحكم قوانين الخصوصية، التي تقيد الذكاء الاصطناعي، وهذا أكبر عائق، ولذلك الان يعملوا لتفكيك ذلك بتطمين المجتمع .
احدكم سوف يقول كم حجم ذكاء الآلة والاجابة تكن كتبسيط ان الآلة من حيث الذكاء كان ذكائها في عام ٢٠٠٤ لا يتجاوز ٢٧ أي كو IQ بمقياس ذكاء البشر، و في عام ٢٠١٤ صار المقدار ٤٧ أي كو IQ وفي عام ٢٠٢٠ صار ١٠٠ وهكذا بمعنى اشياء لم نصورها من قبل وكما نقول رحلة توصلنا الى "كش ملك مات".
المهم الطب صار مركز اهتمام الذكاء الاصطناعي كون التشخيص أكثره بيانات وصور واشارات، والهندسة والمراقبة والإدارة وحتى قرار التوظيف مستقبلا سوف يكون نصيب الذكاء الاصطناعي نصيب الأسد فيهن. ايضا هنا احب ان اورد أن الأمر لازال في البداية، أي وتيرة العلم سريعة لكن الهدف واضح رغم المشاكل، فمثلا تم اكتشاف مشكلة في نظام توظيف عنصري مبني على الذكاء الاصطناعي، اي مستقبلا سوف تعمل انترفيو مع جهاز، وسوف يعطيك هو الأسئلة، ومشكلة بسيطة تبرمجها أو تحلها مثلا، وبموجب ذلك يقرر هل تنفع ام لا؟ .
الان نسيب الذكاء الاصطناعي على جنب كون بعد كم سنة لن نتحدث عنه الا بشكل عام مثله مثل الرياضيات كون رحلتنا الان لمكان مابعد الذكاء الاصطناعي، ولكم تخيل، ماذا سوف يحصل للمعرفة، اذا صرنا ننتجها بالآلة؟ وما انتجه البشر في ١٠٠٠ عام قد ننتجه في ساعات بالآلات وهكذا.
اطرح الموضوع التالي لطلاب المدارس من صف ٦ إلى الثانوية العامة في اليمن، وهو سؤال لم أحاول افهمه من قبل عندما كنت في المدرسة طالب، كون لم يطرح لنا اصلا نفهمه، وعندما عرفت شرح الموضوع لبنتي في علم الأحياء، قلت اشوف الطلاب في اليمن لفين وصلوا ؟.
والموضوع لم يخطر في فكرنا عندما كنا اطفال، وهو كيف يصل الماء الى ارتفاع٢٠ او ٤٠ متر مثلا في داخل الشجرة؟ وهناك نوع من الاشجار في امريكا اسمها Hyperion يصل ارتفاعها فوق ١٠٠ متر. لقيت الأمر فعلا معجزة كون داخل الشجرة لا يوجد مضخة كهرباء تضخ الماء من الأرض إلى الورق. ولا يوجد قلب مثل الانسان او الحيوان، والان لك ان تنظر أن الشجرة ارتفاعها ٥٠ متر او ١٠٠ مثلا, فكيف يصل الماء إلى آخر ورقة و يتحرك ضد قانون الجاذبية أي غير منطقي ؟.
ماهي القوى المتحكمة بذلك؟ وماهي العمليات؟ وكيف يستخدم الجذر الحيلة لضخ الماء إلى بداية الجذع فقط؟ واقول فقط ويترك الجذع يدبر حاله في رفع الماء إلى الأعلى؟ ولك تصور كمية ذلك ان شجرة مثل شجرة ابن الغريب في السمسرة مثلا، أي شجرة ارتفاعها ٣٠ الى ٤٠ متر وضخمة قد تضخ من الارض إلى الفوق، أي الاوراق أكثر من ١٠٠٠ لتر ماء أقلها يوميا ودون مضخة كهربائية. وما هي العمليات الفيزيائية و البيولوجية، التي تجعل الماء يرتفع ٤٠ أو ٥٠ متر او ١٠٠ متر بمعنى ٢٠ الى ٣٠ دور الى نهاية آخر ورقة ؟ وكيف يتغير الإمداد في الخريف؟. اليوم صرت انظر للشجر والاتمتة داخلها بنظرة مختلفة تماما وكل ذلك من منهج مدرسة فقط بمعنى طفلهم هنا يفهم ذلك ونحن اطفالنا نهمل تعليمهم ما يانفع. العالم يستثمر في أبنائه ونحن العكس، يجهزون بابنائهم لرحلة بشرية جديدة، ونحن نقول لابنائنا نجلس ننتظر، ونترقب، ماذا سوف تمطر لنا الاقدار وعليكم بمعلومات من قبل الف عام اشغلوا حالكم بها؟.
المهم كما قلت سابقا على السلطات المختلفة يتركون التعليم نصلحه نحن، يتركونا ننقل المنهج الالماني لليمن، ونصلح لهم المنهج اليمني للمدارس مرحلة مرحلة قبل ان نعجز، أو نجد حالنا باطفالنا في عام الفيل، فلا تنفع المحاولات بعدها، كون سوف لن نفهم ما حولنا وقتها، ولن نجد الا لغة الاشارات معهم لاسيما وإخفاقات الشعوب في التعليم والتنمية لا نحتاج أن نكررها بشكل مستمر، يكون المحصلة تدمير أجيال، كون بعد ٧٥ سنة يصير التخلف جينات تتوارث لا يمكن كسرها، وكما نقول في الغالب من مضحكات التخلف ان نستبسل لتحقيقه وتعميمه.