آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-12:09ص

الوضع كارثي بكل ما تحمله الكلمة يا حكومة !!

السبت - 27 نوفمبر 2021 - الساعة 05:28 م

د. سعيد سالم الحرباجي
بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
- ارشيف الكاتب


كعادتي وقت القيلولة أخلد إلى الراحة وآخذ قسطاً من النوم ...فبينما أنا مسرخ على الفراش أخذت أقلب الجوال فاستوقفني مقطع صغير جداً جداً ربما لا يتجاوز ثلاثين ثانية ..فإذا بصاحب المقطع يسرد واقعة حدث له مع أحد المواطنين ..

يقول بينما كنت ماراً في أحد الطرقات استوقفني رجل متوسط العمر فإذا هو 
يبكي ..فتقدمت نحوه وقلت خيراً يا أخي أفقدت عزيزاً على قلبك ؟
قال لا ..ولكني منذ الصباح الباكر أحاول أن أجد ما يسد رمق جوع أولادي فعجزت عن ذلك , والآن غير قادر على العودة إلى المنزل ..
ماذا أقول لأولادي الذين إلى هذه اللحظة لم يذوقوا لقمة واحدة !!

فبينما كان صاحب المقطع يروي القصة ..إلا وانهمرت عيناه بالدمع   ولم يستطع إكمال المقطع .

فوالله الذي رفع السماء بلا عمد إنني صعقت وشعرت بنار تحرق أحشائي , وترقرقت عيناي دمعاً , واكتوى قلبي ألماً..ونهضت عن فراشي كالمذعور !!

أكلُ هذا حاصل في بلدي ؟

أيعقل أن تموت الناس جوعاً وحكومتنا ترفل في النعيم إلى أذنيها؟
وعصابات مافيا الفساد المالي كل يوم تزداد ثراءََ إلى ثراها !!
وهوامير التجارة يُلْهِبُوْنِ ظهر المواطن بسوط الغلاء الفاحش دونما خوف من طائلة المسائلة القانونية ولا خوف من رب العالمين .

ماذا حل بنا أيها القوم ؟
ولماذا هذا الصمت المخزي والمخجل والمريب لحكومة أقسمت اليمين على أن تقوم بواجب المسؤولية تجاه المواطن !!
ورئيس تارك الحبل على الغارب لقيادات الدولة تسرح وتمرح دونما حسيب ولا رقيب .
وتحالف يتعمد إذلال الشعب بحرب عبثية ,ويصر على  تعطيل مواردنا المالي لتزداد معاناة الناس .

أي بلاء نحن فيه , وأي كارثة حلت بنا , وأي مصيبة نزلت علينا ؟

والله وتالله إن الوضع فوق طاقة الشعب ..
هذه القصة التي أوردتها هي مؤشر لحال ملايين الأسر .

اليوم كثير من الأسر لا تجد ما تقتات عليه ليوم واحد , والبعض بالكاد يجد وجبة واحدة 
والكثير من الناس يتسولون ويأكلون من براميل القمامة !!

ما هذا يا حكومة ؟
لماذا هذا الإصرار على تجويع الشعب وتركيعه ؟

أنتم تعيشون في رغد من العيش ...والشعب يموت جوعا!!

والله إن هناك بركان يغلي غلياناً إذا انفجر سيحرقكم حرقاً ..
ليس لدى الناس ما يخسرونه.

إدركوا الشعب قبل فوات الآوان 
وقبل أن تحل عليكم لعنة المقهورين والمظلومين 
التي تصعد كل ثانية إلى رب السماء .

عار عليكم أيها السادة أيها القادة ما يحصل للشعب ..
عار وأي عار !!

أيعقل أنكم لا تدرون بما يعانيه الشعب اليوم ؟
ولا تعلمون بالكارثة التي حلت به ؟

أي ذل أنتم فيه ؟ وأي أهانة ترضونها لأنفسكم ؟

إنزعوا خمار الذل , وازيحوا وشاح الخوف , وارموا عباءة الجبن ِ..
وانحازوا إلى شعبكم ..
صارحوا الناس , تفوهوا بأي كلمة تشجب هذا الوضع الكارثي .

أعلى مناصبكم تخافون ؟ أم على ماجمعتم من متاع الدنيا تفزعون ؟
تحسبون ألف حساب لأنفسكم.. وتخرجون المواطن من حسابكم  الذي أنتم  امتطيتم ظهره كي تصلون إلى الكراسي؟

تبا لمنصب يفقد صاحبه قيمته , وينزع منه حريته , ويورده دروب اللعن والشتم السباب !!

اتقوا الله في هذا الشعب المقهور ..
اتقوا الله في دعوات المظلومين ..
اتقوا الله في يوم ترجعون فيه إلى الله ستسألون فيه عن حقوق المظلومين , ودموع المقهورين , وأنات الموجوعين..

افيقوا قبل فوات الآوان 
الوضع لااااايحتمل ,,,