آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-11:21ص

حالة توهان هل هي مقدمة لسيل قادم.؟!

السبت - 27 نوفمبر 2021 - الساعة 03:34 م

علي بن شنظور
بقلم: علي بن شنظور
- ارشيف الكاتب


لايمكن تشخيص حالة الضياع التي نعيش فيها فلا مسؤول يستطع تشخيص وضعنا ولا قدرة على وضع الحل.ولا نخب قادرة على فعل شيء غير ترديد الآهات على وضع لم يعد أحد فاهم شيء فيه.

الكل يخوض في تحليلاته ولكن في الأخير تطلع تلك التحليلات خارج سياق ما كان الكثير يخوض فيه. تبدل في السياسات على مستوى المحيط من عداوة إلى صداقة ومن اقصى اليمين إلى اقصى اليسار وتبدل في مشهد المعارك حتى على الأرض..!

شلل في الداخل واحباط كبير بسبب الغلاء الذي انهك العامة وطول فترة الحرب والصراع دون أي حسم وكذلك بسبب انهيار العملة باستثناء من لايهمهم طلوع الصرف اونزوله.

المادحون لهذا الطرف أو ذاك يجتهدون في محاولة اظهار وجود قوى وشخصيات لم تلد الامهات امثالهم ورجال من طراز نادر بينما البلاد تذهب للمزيد من التدهور في كل الجوانب ولاتستطع تلك القيادات أن تضع خارطة للحل تحاكي عقول الجماهير وتقترب من طموحاتهم وماقدموا التضحيات من أجله.

 كنا بالأمس وقبل الأمس وفي الاسبوع الماضي بشكل خاص نخوض حوارات مع مجموعات من نخب الجنوب المتنوعة ونتبادل الحديث حول مالآت الوضع وكيف يمكن لكل منا أن يجتهد في قراءة ذلك الواقع المرير الذي نعيش فيه لاسيما في الجانب المعيشي والافقار وارتفاع الأسعار وانهيار العملة وهي مسائل ستؤدي في المستقبل القريب لانفجار يصعب السيطرة عليه ولن يسلم منه أي طرف.

قبل امس قال أحد الزملاء هل عجزت العقول وانعدمت الحلول للوضع الاقتصادي وهل لايوجد في قاموس ومفاهيم ومجلدات فقه المال والاقتصاد حلول لوقف مانراه من إنهيار ؟!

سؤال أجتهد كل منا في الإجابة عليه ولكن ليس بفقه رجال المال والأعمال والاقتصاد ومع ذلك اجمعت الارى أننا نقف أمام حالة كارثية قادمة إذا لم نشاهد حلول عاجلة وأن ملف الاقتصاد من ينجح فيه سينجح في كسب القلوب ،في وقت يجد معظم من ناضلوا وقدموا التضحيات وأسر الشهداء والجرحى والجيش والأمن الموقوفة مرتباتهم من أبناء الجنوب يجدون أنفسهم أمام 

حالة قهر وإفقار لامثيل لها.وإن الانفجار متوقع في أي لحظة

 ونخشى من أن طول الصمت مثل البحر قبل هيجانه أو صمت السيل في بدايته فسيجرف الاخضر واليابس وحينها سنسمع حلول عاجلة كالعادة لمعالجة وضع كان يمكن معالجته من اليوم وتم تسويف الحلول بسبب المكايدات السياسية وعدم شعور ألكثير ممن أمنوا مستقبلهم وقوت اولادهم ويعتقدون أنهم سيعيشون بأمان لوحدهم أو العيش في الخارج بعيد عن مالآت وضرر أي انفجار نرجو أن لايغرق بلادنا فيكفيها ماهي فيه.

فحالة التوهان التي تعيشها بلادنا ليست عجز في الرؤى ولا في الأفكار بل عجزاً في القرار الذي يمكن له أن يوحد المؤسسات ويضع الحلول معتمدا على الله ثم على آليات عمل وطنية قادرة على تجاوز الإنقسام وجمع الموارد ورفع الحظر عن الثروات وتوحيد جهد السلطات بعيدا عن الصراع السياسي والمناطقي.

تجولوا في الشوارع وتنقلوا في الباصات واقتربوا من الفقراء واناتهم فسوف تسمعون مايدمي القلوب فلم يعد من حديث حتى داخل أكثر المساجد غير حديث الساعة عن ارتفاع الاسعار وحالة الانهيار وضعف من بيدهم القرار في وضع حد لسياسات الإفقار ومعرفة ماهي أولويات كل  مرحلة بدلا من الانشغال بحوارات وملفات لن يحسم أمرها بسهولة

وتذكروا قصة راعي الغنم الذي دل على مكان أختباء القائد الكوبي الثوري  جيفارا وهو يخوض الحرب في بوليفيا..

لما سألوا راعي الغنم لماذا أوشيت على قائد كان يقاتل دفاعا عنكم.. فقال لهم...لقد كانت حروبه تروع أغنامي.. كان هم الرأعي غنمه عندما أضر بها جيفارا فكيف بمن يضر بشعب باكمله في معيشته.؟!

وحسبنا الله ونعم الوكيل.