آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:59ص

عدت يا يوم الثلاثين نوفمبر

السبت - 27 نوفمبر 2021 - الساعة 03:24 م

عمر سعيد محمد بالبحيث
بقلم: عمر سعيد محمد بالبحيث
- ارشيف الكاتب


يوم ميلاد دولة الجنوب تحمل اسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية كان في الثلاثين من نوفمبر في العام 1967م تم الترحيب بها عضوا في منظمة الأمم المتحدة ، كانت محل إعجاب العالم بخطواتها المتسارعة في تقدمها نحو الأمام وبثبات مواقفها وثقتها العالية بنفسها وبشعبها المنتظم والمنظم لكافة شئونه، وتغلبه على كافة الصعوبات والعقبات المسببة لمختلف أشكال العجز والتضخم الوظيفي والمالي وما تخلفه من أزمات وانهيارات بوصفات علاجية ينجزها الرئيس الشهيد سالمين رحمه الله، ليتمتع بمكاسبها شعب الجنوب المكافح المناضل الجسور.

ومن عشية هذا اليوم علينا الجلوس نفتش تلافيف أدمغتنا عن ماذا بقي فيها من ذكريات هذه الدولة مازالت تنبض بالحيوية والنشاط لاشك أنكم قد صرتم كبار في السن، شيوخ وعجائز يا من كنتم في الأمن والجيش والسلك المدني والدبلوماسي، يا من كنتم طلابا، شبابا لكنكم تحتفظون بالهمة والقدرات، لماذا تصمتون إذن؟ لماذا لا تذكرون وتستذكرون تاريخ واقع قريب لأبنائكم؟ واقع غني بالعلوم والمعارف التطبيقية الرياضية والفيزيائية والكيميائية والوظائف الحيوية. تعلمونهم إياها في بيوتكم ورياض أطفالكم والمدارس والجامعات. 

أجمعوها في مصادر مرجعية اطبعوها مقررات دراسية ألفوها مناهج تشبع احتياجات كافة المستويات ومن الرسالة التي تقدم بها الكاتب والمحلل السعودي إبراهيم آل مرعي موجها إياها إلى أجيال ما بعد إعلان الوحدة، والمكونة من حوالي العشرة بنود عن إنجازات دولة الجنوب تمتع بها شعب الجنوب، وهي شهادة من عزيز نفتخر بما أورده، لنجعلها بداية انطلاقة وأهداف إستراتيجية للمنهج التعليمي الجنوبي للاجتماعيات والعلوم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتقنية ( البوليتيكنيك ) وحقوق الإنسان وغيرها ومن كل هدف استراتيجي تتفرع جملة أهداف عامة ومن كل هدف عام تتفرع مجموعة أهداف أساسية ومن كل هدف أساسي يتفرع عدد من الأهداف السلوكية ولكل هدف سلوكي تحليل محتواه من خلال أنشطته الطرائقية وأساليبه العلمية ووسائله التعليمية مع تقييمه اليومي والشهري والفصلي والسنوي. 

بعض فقرات من رسالة عزيزنا إبراهيم آل مرعي هي كالتالي: 1- المواطن الجنوبي كان يتحصل على سكن مجاني من الدولة. 2- الجيش الجنوبي كان من أقوى الجيوش في المنطقة. 3- الأمن الجنوبي كان من أقوى الأجهزة الأمنية في المنطقة من حيث التحري واكتشاف الجريمة قبل وقوعها وسرعة ملاحقة الجناة والقبض عليهم. والحفاظ على سلامة الممتلكات العامة والخاصة. السيارات تترك في أي مكان ولا أحد يقربها. 4- أقل معاش يستلم المواطن الجنوبي يكفيه هو وأسرته لتناول الأسماك يوميا واللحوم أسبوعيا، ويدخل منه الثلث. الكيلو الثمد ما يزيد عن 2 شلن والكيلو اللحم بـ10 شلن. 5- الجنوب كان يمتلك أقوى قطاع صناعي حكومي والمنتجات تلقى رواجا من حيث الجودة. مصنع البسكويت تحصل على شهادة أفضل مصنع في الشرق الأوسط .يتم تصديرها إلى كثير من بلدان آسيا وإفريقيا. كما يوجد مصانع تعليق الأسماك. ومصنع لرصاص الآلي. 6- العلاج وإجراء العمليات الجراحية والأدوية مجانا. الجنوب أول دولة تقيم مستشفى الأمومة والطفولة. 7- المواصلات في الجنوب كانت رخيصة. وسائط نقل عام متوفرة. باصات نقل الطلبة إلى المدارس والجامعات والأطفال إلى روضاتهم مجانا. 8- الأيتام يحصلون على رواتب شهرية منذ ولادتهم والعناية بهم وأولياء أمورهم. 9- الطفل في الروضة والطالب في الجامعة يتحصل على وجبات غذائية مجانية. والجامعي يتحصل على راتب شهري مصروف. وأقسام داخلية سكنية مفتوحة. تحصل الجنوب في 1985م على جائزة من الأمم المتحدة كأفضل دولة في الشرق الأوسط من حيث إعداد المناهج الدراسية والاهتمام بالطلاب.

هذا ما يجب أن تعلمه أجيال ما بعد إعلان الوحدة مع الشمال. والتي لا تنظر ولا تتذكر إلا مرحلة حكم عفاش والحنين إليها. هل تستطيع أجيال ما بعد الوحدة أن تنجز ما أنجزه آباؤهم في دولة الجنوب المستقلة عشية الثلاثين نوفمبر 1967م؟