آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:42م

اليمن إلى أين ؟

الجمعة - 26 نوفمبر 2021 - الساعة 07:49 م

عبدالواسع الفاتكي
بقلم: عبدالواسع الفاتكي
- ارشيف الكاتب


ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ اليمنيون حتى الآن ، ﻭﺿﻊ حد لحروبهم ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻋﻠﻰ أرضهم ﺑﺎﻷﺻﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ، ﺃﺭﺍﺩﻫﺎ لهم ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ، ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﻴﻦ ﺑﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ، ﺣﻮﻟﺖ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺳﺎﺣﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ، ﻭﺍﻷﺣﻼﻡ ﺍﻟﻤﺪﻣﺮﺓ ، لقد ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ، ﻭﺑﻘﻲ ﺍلمضمون والجوهر ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ، ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺸﻠﻞ ﻭﺍﻻﻫﺘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﺠﺰ ﺍﻟﺘﺎﻡ، ﻭﺯﻋﻤﺎﺀ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﻭﻛﺘﻞ ﻟﻢ ﻳﺤﺴﻨﻮﺍ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ؛ ﻻﺟﺘﺮﺍﺡ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ، ﺗﺨﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﻖ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ، ﻭﻭﻻﺀ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﻋﺴﻜﺮﻱ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ ، ﺃﺿﺤﻰ ﺃﻟﻐﺎﻣﺎ ﺗﻤﺰﻕ ﺍﻟﻴﻤﻦ ، وتهدد وجوده وتنسف هويته وعمقه الحضاري .

ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺘﺮﻕ ﻃﺮﻕ ، يتجه  ﻧﺤﻮ ﻭﺿﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ، ﺁﺧﺬ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻜﻞ، بقوى ولاعبين ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺮح أحداث ، مملوء بالنقائض والأضداد ، ﻣﻦ ﺳﻤﺎﺗﻪ ﺗﺸﺎﺑﻚ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺮ ، ﻭﺍﻧﻜﺴﺎﺭ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺗﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻷﻗﻄﺎﺏ ، ﺇﻧﻬﺎ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ  ، ﺗﻐﻴﺮﺕ ﻣﻌﻬﺎ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ، ﻭﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﺓ ، وبقدر ﻣﺎ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟمواقف ، ﻓﻼ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﺤﻠﻮﻝ داخلية ﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺼﻴﺔ ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻓﻲ ﻧﺸﺄﺗﻪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺗﺴﻮﻳﺎﺕ ﻭﺗﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ.

 تناقضات وآفات وعيوب المجتمع اليمني ، هي محصلة عقود من الحضور الشكلي للدولة ؛  لنجد أن الاستبداد السياسي الذي أراد اليمنيون التخلص منه ، قدحل محله استبداد فاشي أصولي متطرف ، يكرس الفقر والفساد والبربرية  ، أعاق انطلاق اليمن ، نحو الاستقرار السياسي،  وأجهض حلم اليمنيين بالدولة اليمنية المدنية الحديثة ، فارضا على اليمنيين استمرار النضال الثوري ، وتقديم مزيد من التضحيات ؛ لتحرير وطنهم من الكهنوت، والمشاريع الهدامة ، بحثا عن دولة المواطنة المتساوية ، التي سترى النور  بعون من الله ، ثم بعزيمة اليمنيين الأحرار ، التي لا تلين وإرادتهم التي لا تقهر .