آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-09:14ص

على طريق التغيير

الجمعة - 26 نوفمبر 2021 - الساعة 07:43 م

عمر الحار
بقلم: عمر الحار
- ارشيف الكاتب


شهدت مديرية نصاب بمحافظة شبوة بالأمس الخميس وعلى طريق التغيير ثاني تظاهرة شعبية كبيرة مناهضة لسلطة المحلية بالمحافظة وبعد مضي اكثر من اسبوع على مظاهرة مماثلة وان كانت الاكبر من ناحية المشاركة الجماهيرية، وما تحمله من ابعاد استراتيجية في حياة المحافظة ان لم اقل بانها تؤسس لمرحلة جديدة في حياتها وغير مسبوقة في تاريخها .

كل ذلك يضاعف من حالة الارتباك الجلي الذي تعيشه السلطة المحلية بالمحافظة ،منذ عودة الزعيم القبلي الابرز لها الشيخ عوض ابن الوزير قبل عدة ايام ،وكشفه اليوم امام الجموع المشاركة في مهرجان مدينة نصاب  عن تجاوب اولي من قيادة الدولة لمطالب ابناء المحافظة، وتأكيده مطالبتها بضرورة الاسراع في تنفيذ مطالبهم المشروعة بطي صفحة السلطة الحاكمة بأمر الله ،واعادة الاحتكام لنظام الدولة وقوانينها ،والحفاظ على مواردها العامة، ورفع جباية الباطن المتعددة المصادر عن كاهل المواطنين واحتسابها كقيمة مضافة في لقمة عيشه . 

وتأخذ الازمة الناشئة بين سلطة المحافظة ومراجعها القبلية والسياسية منحنى بياني خطير ومتصاعد ،عقب اعلان معالي الشيخ عوض اليوم الخميس العزم على اقامة الاعتصام السلمي لا بناء المحافظة في العاصمة عتق الامر الذي يضع السلطة في موقف لا يحسد عليه ،حال تذكرنا قمعها للاعتصام السلمي في المديريات الجنوبية باستخدام القوة العسكرية المفرطة .

وقد تجد السلطة نفسها قريبا في حيرة من امرها وواقفة وجها لوجه امام خيارين احلاهما مر ،فهل تنصاع للإرادة العامة لغالبية ابناء شبوة؟ ام تركب رأسها وتقدم على الانتحار بمنعهم عن التعبير السلمي عن مطالبهم .

ويأتي التوجه نحو التصعيد في ظل متغيرات متسارعة تشهدها المنطقة واليمن ،واختلاف اوضاع المحافظة كلية عن سابقاتها  .

و دخول الشخصية القبلية الاقوى الشيخ عوض ابن الوزير على خط الازمة عمل على خلط اوراق لعبتها على سلطة المحافظة، وسحب بساط الذرائع من تحت اقدامها وتركها تقف عاجزة عن خلق اسباب العدوان على المظاهرات الجماهيرية الحاشدة والكبيرة المناهضة لها ،وقاد بذكاء وحنكة سياسية عملية  اعادة وحدة الصف الشبواني وتلاشي وذوبان عوامل الفرقة بينهم واستنهاض همهم لحماية حقوقهم ومصالحهم . وهي بادرة فريدة تحسب لمعاليه بدون منازع وجسد بحق شعار (شبوة وشبوة فقط ) قولا وعملا .

واستبعد في الحسبان قدرة سلطة المحافظة على مواجهة ابنائها او استخدام القوة في فض اعتصامهم السلمي المنتظر .وسط بوادر تؤكد عجزها عن القيام بذلك، وانحلال قبضة سيطرتها الحزبية المطلقة على قوات الجيش والامن بشكل ملحوظ في الآونة الاخيرة ولأسباب معروفه ولا حاجة لذكرها ربما ما كان متاح لها من عوامل القوة بالأمس غير متاح لها اليوم . 

اذن وقفت شبوة على قلب الشيخ عوض ،واعلنت استعدادها لانتزاع حقوقها سلميا، ولا تستطع قوة على اجبارها عن التراجع لنيل مطالبها الحقوقية المشروعة في التغيير والاحتكام للنظام والقانون . شريطة عدم تعارضها مع ارادة المشروع الدولي في اليمن حتى تتجنب الاصطدام به .