آخر تحديث :الثلاثاء-16 أبريل 2024-11:15م

لا أحدا يقرأ لأحد.

الجمعة - 26 نوفمبر 2021 - الساعة 07:22 م

مصطفى ناجي
بقلم: مصطفى ناجي
- ارشيف الكاتب



في بلاد العجين، لا تراكم معرفي ولا بناء فوقي. 
على شاكلة ازاحة الرمال بالرفش (الكريك)، يتعامل الباحثون والكتاب والصحفييون وبالطبع الموظفون العموميون مع المعرفة الخاصة بالمجتمع.

في مقابلة تلفزيونية، علق احد الكتاب العرب على هذه الظاهرة التي من عمومها لا يستثنى فيها بلد بأن العروي كتب ولم يشر الى سطر واحد مما كتبه الجابري في نفس الموضوع.

من يريد الكتابة في موضوع حول مجتمعه المحلي او الوطني سيذهب مباشرة الى احصائيات البنك الدولي او المنظمات الدولية دون ان يسأل في طريقة ومنهجية ومدة وزمن جمع تلك المعلومات.

حتى جهاز الاحصاء او قسم الاحصاء في الوزارت هو الآخر يلجأ الى بيانات المنظمات ليقدم تقديره عن وضع ما.

لا وجود لانتاج معرفة ولا رغبة في استخدام المتواضع المنتوج. يمكنك بسهولة ان تصل الى بحث علمي في الادرن لطالب فلسطيني عن اليمن ولا تصل الى بحث علمي ليمني عن اليمن ربما في اليمن او في بلد اخر.

ابحث في الدوريات والمجلات المحكمة العربية وانظر في حصة الاكاديميين اليمنين او المواضيع الخاصة باليمن.

نحن الان قرابة 8% من سكان الوطن العربي ويفترض ان تحوز همومنا وقضايانا واوضاعنا على 8% من الانتاج المعرفي في هذا العالم.  

في الثلاث السنوات الاخيرة كان الصحافيون فقط هم اكثر من ينشر كتبا عن الحالة اليمنية. الى اللحظة اعرف ستة صحفيين كتبوا ستة كتب عن الحالة اليمنية.

ليس وقت تقييم ما كتبوه. لكن أزعم انها ليست دراسات.

لا يوجد استاذ في علم الاجتماع، علم النفس، العلوم السياسية او علوم التربية نشر كتابا في السنتين الاخيرتين مثلا. وفي العشرة الاعوام لا توجد عشرة كتبت متخصصة.  رغم ان اليمن معملا مفتوحا للتجارب والابحاث والاحداث.

انظروا في الدراسات والمقالات الخفيفة والمتوسطة. هل ستجدون كاتبا يمنيا يقتبس او يشير الى كاتب يمني اخر سبقه في تناول الموضوع.

ربما ما اقوله هنا احجاف ومبالغة. لكن باطلاعي المتواضي لم الم ما ابحث عنه من تناول وتبادل معرفي.

صدقوني ان مسوؤلينا يتحدثون مع مسولين اجانب وليس لديهم بيانات او معطيات تصل الى نصف ما لدى الغير.

ليس بالضرورة ما لدى الغير صحيح. لكن المعلومة سلاح وثروة.