آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-07:13ص

كلنا خلف هادي كلنا له جنود

الجمعة - 26 نوفمبر 2021 - الساعة 01:08 ص

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


ماذا لو جعل اليمنيون شعارهم كلنا خلف هادي كلنا له جنود؟ ماذا لو توحدت كل النخب السياسية خلف الرئيس هادي؟ ماذا لو قللنا من الحديث، وترجمنا أقوالنا إلى أفعال؟ ماذا لو لم نستعجل، وصبرنا لنيل النصر، وألتفت كل القوى خلف الرئيس هادي؟ فبعض الناس يحبون الاستعجال في كل شيء، ولا يعلمون أن في العجلة الندامة وأن في التأني السلامة، وما علموا أن الصبر من قوة الإيمان، وأن الله مع الصابرين، ولم يتعلموا أن كل شيء في وقته حلو.

 وبعض الخلق جُبلوا على فرد العضلات، ولم يعلموا أن القوة ليست الحل في كل شيء، فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، فالقوة وبسط اللسان ليست حلولًا بل قد تجر عليك ويلات أنت في غنى عنها ولنا في التاريخ العبر والعظات، فالسلامة في حفظ اللسان وقلة الكلام، فحين يقل كلامك يقل ملامك، ولا يتمتع بهذه الصفة إلا الحكماء، فكلامهم لا يكون إلا بقدر الحاجة، لهذا تقل وتنعدم أخطاؤهم، فالصمت أمضى من اللغو، والفعل أشد وقعًا من القول، وكثرة الكلام داء، ومنقصة، وفي عالم السياسة لا يفوز إلا الحكماء، وأهم صفات الحكيم قلة الكلام.

 والمتابع للسنوات التي حكم فيها التبع اليماني هادي اليمن سيجد أنه أقل رئيس يتحدث، فحديثه أفعال على مختلف الأصعدة السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، وسيجد أن المؤامرات على بلده من أشد المؤامرات، ولهذا يعمل وفق رؤية حكيم، لا يتخذ قرارات قد تهوي ببلاده في مهاوي الردى، ولكنه يعالج ويطبب أمله في ذلك ألا يستفيد غيره من زلة لسان، فترى غيره يهرف، وهو لا يدري عن الواقع إلا بقدر لوك الكلمات، وترديد كلامًا غير مفهوم لا طائل منه ولا جدوى.

 الحكيم هادي قلبه على اليمن الكبير، لهذا تراه يوقع اتفاقات السلام هنا وهناك، لأنه يعلم أن السلام هو المخرج، وإن رآه الآخرون ضعفًا، فالتبع اليماني يرى كل اليمنيين أبناءه، لهذا يعاملهم سواسية مع تأديب من يستحق التأديب، ولكن تأديبه بمثابة تأديب الأب لأبنائه.

  قد يندم الإنسان على كلمة قالها، وزلة لسان هرف بها لسانه، ولكنه لا يندم عن الصمت، والعارفون بالسياسة أدركوا الوضع الذي يحكم من خلاله الرئيس هادي، فالتمسوا له العذر، ومن يغوص في وضع اليمن الحالي يعلم أن هادي رجل حكيم، ولن تجد اليمن رجلًا بحكمته في هذه الأيام، فهو يعالج بصبر وحكمة، فكيف لو توحدت كل النخب السياسية خلف صاحب الفخامة هادي؟ فلو توحدنا خلف هادي لانتشلنا بلادنا مما هي فيه من فوضى، وخراب، ودمار، وارتهان للخارج، فلنجعل شعارنا كلنا خلف هادي كلنا له جنود.