آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-11:23ص

عـقـل الـتـغـيـيـر الإسـلامـي

الثلاثاء - 23 نوفمبر 2021 - الساعة 10:35 م

حيدره محمد
بقلم: حيدره محمد
- ارشيف الكاتب


تبنت الحركات التحررية العربية،القوميّة واليسارية التقدمية أغلب"النظريات الفكريّة والعقائدية الغربية والشرقية "..وبعد أن وصلت لسدة الحكم، بطشت ونكلت وصادرت وأممت.

لم أستسغ يوما الأشتراكية،ولا الرأسمالية،ولا الحداثة،ولا العلمانية،وكثيرا ماكنت اتوقف عند تجارب دول كتركيا وماليزيا وإيران،وجميعها دول إسلامية مستقرة سياسيا واقتصاديا.

نجحت تلك الدول الإسلاميّة،لأنها أوجدت تجاربها الخاصة بها،والتي تتقاطع وإلى حدا معقول مع"الديمقراطية الليبرالية الغربية"وبينما لايزال العرب على هامش الحضارة والتقدم،والسبب أنهم لم يوجدوا تجاربهم بمعاييرهم وبدائلهم.

الديكتاتورية والاستبداد،يكشفان جانبا من جوانب التخلف والتراجع العربي،كذلك"العقل الجمعي"للعرب،أعني"ثقافة المجتمعات العربية"وبالتحديد الثقافة بشقيها"الديني والمجتمعي"والتي لازالت تُجرم العقل وتُحاصر الابداع وتحارب التجديد.

أستهلكت الأنظمة العربية الحاكمة لضمان بقاء وجودها كل الاشتراطات والالتزامات الغربية..والإشكالية الناتجة عن أزمة"البقاء والوجود"أنتجت مقياسا شعبويا للتغيير لدى الشعوب العربية،ولكنه غير واقعي،وبمقاييس غربية متحضرة تبعُد عنا بملايين السنين الضوئية،كأن تصبح بغداد في ليلة وضحاها لندن أو باريس،ولهذا السبب فشلت ثورات الربيع العربي.

المفارقة أن تجارب العقول العربية التي استقرت في الغرب،أو التي جلبها له،تُشخص"أزمة العقل العربي"ولاتترك مجالا للتنبؤات والاجتهادات المتأخرة،وهي أن المجتمعات العربية خارجة عن سياق العصر والتقدم بفعل الاستبداد والديكتاتورية،والتي تُجير لبقاءها وتسلطها وقمعها كل تناقضات الثقافة الدينية والمجتمعية.

من انتخابات"بلدية أنقرة"في نهاية ثمانينيات القرن الماضي،استطاع الأتراك أن يرسخوا تجربتهم الديمقراطية،ومن"نظام برلماني"تنفيذي و"نظام محلي"واسع الصلاحيات نهضة ماليزيا.

كذلك إيران بتجربتها الديمقراطية،والتي وأن كانت تتطابق في الشكل مع"الديمقراطية الأمريكية"في ظل تنافس الإصلاحيين والمحافظين على حكمها وإدارتها،إلا أن التجربة الإيرانية نجحت في تثبيت نهجها الديمقراطي وبمعاييرها الخاصة،والتي لاتلغي هويتها،وذلك مايحتاجه العرب اليوم.