آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-07:31م

" أبتر وضاع بين البتران "!!

الإثنين - 22 نوفمبر 2021 - الساعة 02:34 م

د. عبدالكريم الوزان
بقلم: د. عبدالكريم الوزان
- ارشيف الكاتب


مثل شعبي عراقي تتلخص قصته في أن الأسد وقع ذات مرة في شبكة صيد وصادف أن عثر عليه  ابن آوى فبدأ يقترب منه وهو ينظر اليه باستهزاء وازدراء الى أن استطاع الأسد الإمساك بذنبه وقطعه ، فهرب ابن آوى مقطوع الذنب أي ( أبتر ) ، وبعد فترة علم أن الاسد إستطاع الافلات  فأيقن أنه سيعاقبه على فعلته النكراء  ففكر بانقاذ نفسه ، وبالفعل لجأ الى حيلة مفادها دعوة بني جلدته من الثعالب الى وليمة ،  وبعد أن تم له ذلك قام بربط أذنابهم بعضها ببعض وصاح بأعلى صوته ..اهربوا  الأسد قادم إليكم  ، ومن شدة فزعهم قاموا بالهرب فقطعت أذنابهم  . وبعد فترة جاء الأسد يبحث عن ابن أوى ومسكه فقال له: ليس أنا المقصود.. أنظر جميع  الثعالب مقطوعي الذنب!!.
واليوم في ضوء هذه الحكاية المتوارثة نجد أن الكثير من اللصوص والفاسدين وسفاكي الدماء والمرائين والمنافقين والأفاقين قد ارتدوا ثوب الورع والدين والوطنية والانسانية ، بعد أن تناسوا ماضيهم الأسود المعروف للقاصي والداني ، وبات الجميع منهم في هيئة واحدة وخطاب واحد مع القلة القليلة من الأخيار وهم يرفعون عقيرتهم بالدعوة الى  انقاذ العراق ووحدة البلاد وتخليص العباد من الظلم والاضطهاد لدرجة أن "البقر تشابه عليناّ" !!.
يقينا فان الكلمة الفصل أولا وأخيرا للشعب وهي قاب قوسين أو أدنى ،  هذا الجمع الكبير الذي عانى كثيرا ولم يعد يحتمل طويلا ، وصار يميز بسهولة وسرعة مابين الغث والسمين ولم تعد تنطلي عليه أحابيل وأكاذيب  المهوسين بزينة الدنيا وبهجتها . فياويلهم من غضب الحليم ، ولا عدوان إلا على الظالمين الذين مهما بتروا أذنابهم ..فلن يضيعوا بين البتران الآخرين!!.