آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-02:10ص

في حضرة السلطان (2) "

الجمعة - 19 نوفمبر 2021 - الساعة 09:01 م

زبين عطية
بقلم: زبين عطية
- ارشيف الكاتب


 لم تبرح مدينة نصاب حاضرة السلطنة العولقية بعد، من افواج البشر المتدفقة إليها من كل قرى وسهول وجبال ووادية شبوة  والمحافظات المجاورة وعلى مدى ساعات النهار وحتى أطراف الليل لزيارة مستشار رئيس الجمهورية، عضو مجلس النواب ، سلطان العوالق الشيخ / عوض محمد ابن الوزير العولقي- حفظه الله ورعاه - .

جل هذه الأمواج البشرية اليومية لا تأتي ابتغاء مصالح شخصية بل تقديراً وإجلالاً لشخص هذا السلطان الوقور ،  ولم تكن لمنصبه ولا موقعه السياسي مما قد يضن البعض لأننا في زمن إللادولة .

بداخل مجلسه وفي حضرته يلتقي فرقاء السياسة وتجتمع القبائل المتخاصمة وتمتزج كل فئات المجتمع الشوباني بأطيافه وطبقاته في مكان واحد وتحت سقف واحد ،الكل يتعشم في وجهه الخير والصلاح الفلاح ، ورغم اختلافهم في الأشياء الأخرى لكن يتفقون وبالإجماع على قدرته في لمل الشمل وإصلاح الخلل ومعالجة الملفات الشائكة وكل الإشكاليات......الخ 

 وفي حضرته يتنفس الصعداء من المكبوتين والمهمومين والمقهورين والمظلومين والمحرومين والمقصيين والمنتهكين وممن اثقلت حياتهم القضايا والهموم دونما يجدون رجل دولة منصف يستمع اليهم ويعالج مشاكلهم ويحل قضاياهم  ، سيما وان من تقع عليه هذه المهمة رسميا قد تخلى عنهم وانزوى في دائرة حزبية ضيقة تسيطر عليها الأنانية . 

نعم.. تمر أيام واسابيع وشهور والمواطن يقضي وقته وهو يتردد على ابواب مكتب ومنزل "حاكم شبوة" دونما يتمكن من لقاءه او مقابلته في وقت لم يمنح أحد صلاحيات حق النظر في اي قضية أو مشكلة .! 

هيبة وقوة وعزة عوض ابن الوزير ومكانته الرفيعة تجسد محبة الله له اولاً ثم محبة الناس نحوه ، فقد أسر القلوب بسمو أخلاقه وحسن تعامله وقمة تواضعه وبساطة حياته ورجاحة عقله وسلامة منطقه وصفاء قلبه ونقاء روحه .

هناك نظرية دينية تقول ان قوة الجاه ومحبة الناس لا تكتسب بالمال او النفوذ ، وإنما توهب من الله سبحانه وتعالى لبعض عباده ممن اصطفاهم عمن سواهم .

ذات يوم سألت العالم الجليل أبو الحسن الماربي عندما كنت بجواره في عزاء احد كبار مشايخ مارب ممن عرف بالهيبة والجاه سألته عن تفسيره واسباب قوة هذا الجاه الذي ملكه الفقيد في مسيرة حياته ، فقال لي : يا اخي الجاه سلطان يمنحه الله للقليل من عباده حيث يكمن بين العبد و ربه أسرار لا يعلمها البشر .

ربما هناك من لا يعرف أدوار ومواقف هذا الرجل الخيرية التي لاتعد ولأتحصى في خدمة الناس من خلال حل ومعالجة قضاياهم دون ضجيج أو ظهور ولا يتعبها بالمنٌ والأذى ،حيث لم يرد طلب أي انسان قصده أو استعان به كائن من كان وبلا تمييز أو انتقاء ،وذلك حينما كان على مقربه من دوائر صنع القرار في الزمن الجميل قبل سقوط منظومة الدولة في مستنقع فوضى نكبة فبراير .

كان ولايزال هكذا  لم يغلق باب بيته يوما ما في وجه اي انسان كما يفعل "حاكم شبوة "بالأمس اليوم تجاه رعيته ومواطنيه منذ تعينه .