آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-05:59م

في أول حضور..فحمان يكتب السطور

الخميس - 18 نوفمبر 2021 - الساعة 12:34 م

بكري العولقي
بقلم: بكري العولقي
- ارشيف الكاتب


لم يكن نادي فحمان مطالب بالتتويج ببطولة الدوري المحلي في أول مشاركة له، ولم تكن الجماهير المنتمية للنادي تتلهف للوصول الى الفاينل بهذه السرعة القصوى، وبالمقابل لم يكن في حسبان الشارع الرياضي أن يحقق فحمان بطولة الدوري، اكثر المتشائمين لم يأبه لكي يترقب أن يشاهد (ذئاب علة) في منصة التتويج، كثيرون من يرون بأن محافظة أبين لن تنجب بطلاً في ظل الظروف الأستثنائية التي تعيشها، البعض ينتابه شعور بأن أبين لن ترى النور بعد الفارس الحساني الذي لقي حتفه بفعل فاعل وهوه في أوج عطاءه.

عالم من الدهشة والاستغراب والحيرة والتعجب، كمية من الأنبهار بما صنع نجوم فحمان على أرض الملعب، فمن بين سهول وجبال ووديان ريف أبين رسمت لوحة البطل، وتجلت معاني الفرحة والسرور والبهجة لكل أبناء أبين الذين اصطفوا خلف (الاحمر الفحماني) الذي بدوره أكد بأن محافظة أبين ستظل رقماً صعباً وعلامة فارقة في عالم كرة القدم المحلية، كيف لا وهي منجم اللاعبين ومصنع المواهب ومصدر النجوم، ففي أبين يولد الفتى كروياً بالفطرة نورانياً بالموهبة.

حقق فحمان بامكانياته البسيطة ما عجزت عنه اندية تملك من المقومات المادية والمعنوية  الكثير، لكنها لم تمتلك الغرينتا والروح والحماس والرغبة والكثير من المعاني التي امتلكها(ذئاب علة) وكافحوا لأجلها، ففي أول مشاركة لبرازيل اليمن في مصاف الدوري الممتاز استطاع فحمان أن يحقق المعجزة ويدون أسمه ضمن الاندية الكبيرة التي حققت اللقب، لا ملعب عشب ولا مقر نادي ولا بنية تحتية ولا حتى حافلة نقل ولا معسكرات تدريبية ولا لاعبين منتخبات وطنية، بل لا تعاقدات على مستوى اللاعبين من خارج محافظة أبين، جميع اللاعبين الذين مثلوا فحمان من أبناء محافظة أبين، ولانهم من محيط أبين أبوا الا أن يكونوا أبطال ويعود بريق ولمعان المجد الرياضي الكبير الذي عاشته أبين على مر العصور.

تتويج فحمان ببطولة الدوري الممتاز في هذا الظرف العصيب الذي تمر به البلاد يحمل معاني ودلالات كثيرة، اهمها علو كعب كرة القدم الأبينية رغم الاقصاء والتهميش الممنهج، وتنصل وزارة الشباب والرياضة عن مهامة المناطة بها تجاه أبين، فضلاً عن أهمال نجوم أبين ومواهبها من المنتخبات الوطنية،  وجعل كوادرها الرياضية في مطاوي النسيان، علاوة على ذلك تعمد انغماس رياضة أبين في معترك السياسة، لياتي فحمان ويعيد الحسابات ويجدد الآمال ويشعل جذوة التفائل ويكرر شريط الذاكريات الجميلة.

أبدع الفحمانيون في نثر أريج الكرة الأبينية على المستوى المحلي واستطاعوا اثباث انفسهم بجدارة في المحفل الكبير، واظهر الفريق طابع متميز من المتعة والإثارة كحال المدرسة الأبينية التي تتسم بالمرونة والمهارات الفردية، ولكون المدير الفني للفريق ينتمي للمدرسة العدنية اكتمل الجمال الحقيقي للكرة الجنوبية واقصى الفحمانيون أمبراطور الكرة اليمنية أهلي صنعاء في النصف نهائي بعده وعتاده وفارق أمكانياته الكبيرة، ولحق به في النهائي زعيم الكرة اليمنية وحدة صنعاء بطل الدوري في اربع مناسبات سابقة، وقد خرج خالي الوفاض امام (ذئاب علة).