آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-01:01ص

الصمود الأسطوري..والمفضوحون بتوجهاتهم

الثلاثاء - 16 نوفمبر 2021 - الساعة 01:18 م

حيدره محمد
بقلم: حيدره محمد
- ارشيف الكاتب


تصريحات المتحدث الرسمي لقوات التحالف"السعوإماراتي"اثبتت وبجلاء واضح أن"حكومة بلاده"والتي من المفترض بأنها هي التي تقود التدخل العربي برمته..اثبتت بأنها لم تكن تعلم بالقرار الذي وجهته شريكتها لعملاءها بالانسحاب من مواقعهم في الحديدة وتسليمها للحوثيين.

والتصريحات في مجملها لم تكن أكثر من محاولة للتغطية على حاله"التباين المتصاعدة"مع"الشركاء الحلفاء"..والمتحدث الرسمي لتحالف الحليفتين المتباينتين يبرر انسحابات"القوات المشتركة"..ومجمل ماجاء فيها"أي التصريحات"حمل الكثير من المغالطات والأكاذيب والتضليلات.

وهي تصريحات لاتتفق مع أبسط مفاهيم قواعد الأشتباك والقتال في الحروب..وأول تلك المغالطات والتضليلات في تصريحاته هي كيف لنا أن نتصور أن الانسحابات كانت في الاساس عملية"أعادة تموضع"للقوات المشتركة في الحديدة..؟!

وتطبيق آلية أعادة تموضع القوات لاتكون إلا في حالة الحروب،وبينما القوات المشتركة في الحديدة وإلى قبيل تنفيذ خطة الانسحاب بساعات،كانت في حالة التزام بالهدنة بموجب التزام اطراف الصراع بأتفاق استكهولم.

وماعلاقة خطة أعادة تموضع القوات بخطة أعادة الأنتشار؟؟ومعروفا عسكريا أن أي خطة اعادة أنتشار لاتكون إلا في حالة الاستحداثات العسكريّة،وذلك حينما تخضع اطراف النزاع للحلول السياسيّة،فكيف وطرفي الصراع في الحديدة كانا ملتزمان اساسا بقرار وقف اطلاق النار،وبالهدنة المزمنة باشراف الفريق الدولي الراعي لتنفيذ الأتفاق.

وكل تلك المفارقات المتعارضة مع المفاهيم العسكرية المتعارف عليها،تنفي وبقطعية تامة المزاعم التي تبناها المتحدث الرسمي للتحالف السعوإماراتي في تصريحاته.

ولكن المفارقة الأكثر إثارة لأنبعاث هواجس الريبة والتوجس هي أن بعض الوية العمالقة المنطوية ضمن القوات المشتركة تركت وراءها عشرات الدبابات في مرابض معسكراتها وعشرات مخازن الأسلحة المعبأة بمختلف انواع الذخيره للحوثيين عندما انسحبت؟!وهو الأمر الذي لااعتقد بأن المتحدث الرسمي كان يعلمه.

وباعتقادي وكما وان قرار الانسحاب كان مفاجئا وغير متوقعا،ويؤكد بأنه كان قرار احادي الجانب،فأنه إلى ذلك كان قرارا معلوما لدى المتحكمون الفعليون بالمشهد،وفي مقدمتهم الأمريكان والإيرانيون!؟

وما زيارة وزير الخارجيّة الإماراتي لدمشق ببعيدة عن التنسيق الأمني"الإيراني الأمريكي"في المنطقة..والمنفذون"المفضوحون بتوجهاتهم"ليسوا إلا الستار الذي يتكفل بإخفاء التوجهات الجاري تنفيذها.

وبرائيي أن التفسير المنطقي الوحيد لتسليم الحديدة للحوثيين جاء ردا على"الصمود الأسطوري لمأرب"..!؟؟! وعندها جاء الحديث عن اعادة التموضع والأنتشار وعن متطلبات المعركة الوطنيّة.