آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-02:10ص

بعد سقوط القلعة وتدمير المعبد ظهر بن عمر ؟

الإثنين - 15 نوفمبر 2021 - الساعة 09:07 م

حسن العجيلي
بقلم: حسن العجيلي
- ارشيف الكاتب


مقال  بن عمر مندوب الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثها الى  اليمن تعرض من خلال ذلك المقال الى لأمور خطيرة جدا وان كانت تعد وثيقة من الوثائق الهامة التي لم يتحقق منها أي بند أو  تحرز اي تقدم في سياق الحل النهائي للأزمة اليمنية لكنه قد أشار إلى العناصر التي كانت تعرقل الحلول وتدفع بالأمور الى هاوية الحرب وقال نحن رتبنا كيف يتم اقتسام السلطة بين الفرقاء اليمنيون ووضعنا هذا الاتفاق في الجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس الأمن واعلمنا السعودية والإمارات وحصلنا منهم على  موقف قبول ورضاء بفحوى الاتفاق  وفجة  ونحن في صنعاء ومن شرفة  نافذة الفندق مساء نرى الطائرات الحربية السعودية  تقصف مطار صنعاء وقاعدة الديلمي والجبال المحيط بالعاصمة صنعاء وبعض المعسكرات الهامة الأمر الذي أدى إلى إفشال كل الجهود التي بذلت وقمنا بها ومن ثم تحركنا إلى نيويورك حيث طالبنا  مجلس الأمن والجمعية  العمومية في الأمم المتحدة سرعة اصدار  قرار يضع اليمن تحت البند  السابع وفعلا صدر القرار 2216 اولا من اجل ايقاف القصف وثانيا حماية المدنيين وطبعا هذا الكلام جاء الان وبعد مرور ست سنوات من التدمير والقتل الأمر الذي أدى إلى قتل مايقارب ربع مليون يمني وتشريد مليون آخرين وتدمير البنية التحتية المتواضعة في الجنوب وفي الشمال ولم يتوقف الحرب العبثية بل ظلت مستمرة وحتى اللحظة وكل هذا ليس لغرض إعادة الشرعية الى صنعاء ولكن لغرض اخر في نفس يعقوب وهذه شهادة تنسب إلى بن عمر وجاءت من ضمن ماتظمنه المقال .

طبعا مقال يفضح كثير من تجاوزات الشقيقة السعودية والإمارات في اليمن ولكنه لن يحقق اي هدف لليمنيين أو يضع حلول لان صاحبه كان لايملك قرار أو يعطي تعليمات بوقف الحرب اليوم وصلت الأوضاع إلى حافة الانهيار وعلى كافة مستويات الحياة المعيشية وسقطت العملة اليمنية أمام العملات الاخرى وزادت الأزمات توسعا حيث شملت غلاء فاحش للمواد الغذائية والوقود وعدم صرف الرواتب لموظفي الجيش والأمن الجنوبي ولم يرتفع راتب الموظف الذي أصبح لايساوي قيمة كيس دقيق ومع تفشي الفوضى وتوسعت رقعة السلب والنهب لحقوق المواطنين من قبل بلطجية المكونات السياسية والعصابات الخارجة عن نطاق القانون  والنظام وان كان هذا ايضا عنصرا معدوما مع ضياع القضاء ودور  النيابات العامة واهتزاز الحالة الأمنية واخذت الأوضاع تتجه نحو منحنى خطير يدعو إلى الغلق وخوفا من انفراط العقد نهائيا ثم جاءت الدول الكبرى والتي تبحث عن مصالح في اليمن من خلال مشاريع غير  واضحة قد تقود إلى الصوملة وسوريا والعراق وليبيا ولبنان وبرغم أن منطقتنا تختلف عن مواقع تلك الدول العربية انفة الذكر لكن السعي إلى بقاء الوضع معلق فهو الأخطر على المنطقة سياسيا وعسكريا واقتصاديا وامنيا .

فهل فعلا عودة الدبلوماسية الأمريكية والبريطانية والفرنسية الى اليمن قد تحقق شيء من الأمن والاستقرار ووقف الحرب المسرحية الهزلية واقناع السعودية والتخالف العربي بأن الوضع لايحتاج الى تأجيج ويكفي ما قد صرف من دماء واموال وعتاد واحراق للأرض والإنسان اليمني وضياع القضية اليمنية في دهاليز مجلس الأمن ومكاتب الأمم المتحدة والوسطاء الدوليين 

لابد من وضع حد وخل لهذه الحرب واذا هناك شروط قد تصل إلى مناقشتها والخروج من هذه الأزمة القديمة الحديثة بوسائل إنهاء النزاع والخلافات في المنطقة الذي لايملك أحد من المكونات السياسية حلا له لا الشرعية ولا انتقالي عدا الدول التي تمسك باطراف الخيط والتي هي على علاقة مباشرة بتصريف الأمور ويمكن لها أن تضع الحلول المناسبة والدخول في جدية اصلاح الخلل ولجم كل من يريد العرقلة أو تعطيل المساعي والجهود نسأل أن تنتهي هذه الازمات وأن تعود الأمور إلى طبيعتها ويتم إعادة بناء القلعة والمعبد وبن عمر يتوجه إلى مكة كي يؤدي مناسك الحج والعمرة .