آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-03:53م

ياسر العواضي يغادرنا 

الإثنين - 15 نوفمبر 2021 - الساعة 11:40 ص

محمد محمد المسوري
بقلم: محمد محمد المسوري
- ارشيف الكاتب


 

المحامي محمدمحمدالمسوري
15 نوفمبر 2021م

كانت أحلامه كبيرة وطموحه يفوق ما تتخيلونه وكان يعمل ويسعى لتحقيق أحلامه بشكل يختلف عن الأخرين.
حتى بعد أن إستولى الحوثة على مسقط رأسه وتحركوا بعدها نحو بقية المديريات في البيضاء ثم نحو شبوه وصولاً لبعض مديريات مأرب.
فقد إنتقل بعد مغادرته ردمان لمحافظة مأرب التي إحتضنته بكل ترحاب ليصل بعدها للرياض هو وكامل أفراد أسرته وأقاربه ليستقر فيها قرابة التسعة أشهر منتقلاً بعد ذلك للقاهرة وليستمر في تحركاته ونشاطه إلى أبوظبي وغيرها في إطار نشاط غير عادي مع بقية القيادات المؤتمرية وغيرها الذين يسيرون في توجهات يعلمها الجميع.

وفجأة...
وصله ملك الموت يومنا هذا ودون سابق إنذار ليقطع أحلامه قطعاً نهائياً وينهي طموحه ويوقف مسيرته وإنا لله وإنا إليه راجعون وهو في الأربعينيات من عمره ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العلي.
ونسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يعصم قلوب أهله وذويه ومحبيه بالصبر والسلوان.
وهكذا هو الموت الذي لا يفرق بين أحد ولا يعرف أحلام وآمال أحد.
فالأمل طول والأجل عرض يقطع كل ما نحلم بتحقيقه.

إعتبروا ،، ولنعتبر جميعنا.
فها هو ياسر العواضي الذي كان يتصدر المشهد في أمور كثيرة غادرنا ولَم يحقق مبتغاه.
فهل بإمكانكم جميعاً وبإمكاننا جميعاً.
أن نراجع أنفسنا قبل أن نفقد أرواحنا ونغادر هذه الدنيا الفانية؟!
هل بإمكانكم أن تتوقفوا عن الصراع الذي لن يخدمكم ولن يخدم الوطن والشعب ولن يخدم تاريخكم؟!
هل بإمكانكم أن تكتبوا تاريخكم من اليوم بالطريقة التي يريدها الشعب لتحريره من العصابة الكهنوتية ومن الإنقلاب والتمرد ونستعيد وطننا الذي شُردنا منه؟!
هل بإمكانكم تأجيل مصالحكم الخاصة ولو لفترة الحرب وبعد أن نستعيد الوطن لكل حدث حديث.

أكتب لكم هذه الكلمات ولازال جثمان ياسر العواضي في ثلاجة المستشفى وقبل أن يدفن في حفرة صغيرة.
أكتب لكم لكي تعتبروا وتعودوا لرشدكم.
فأنتم سبب ما حل بالوطن والشعب وسبب سيطرة هذه الميليشيات على أرضنا الغالية.
بسبب الخلافات والأحقاد والإنتقام والحرص على مصالحكم وعلى تحقيق أهداف الداعم والممول وعلى أن تعيشوا مع أسركم وذويكم في بحبوحة العيش ولأسباب كثيرة ومتعددة.
حان الوقت لتراجعوا أنفسكم.
حان فعلاً ،، والأن وليس بعد ساعة أو يوم أو أسبوع.
أنقذوا أنفسكم سريعاً قبل أن تغادرونا وتندمون في قبوركم على ما إقترفتموه في حياتكم.
يوم لا ينفع الندم..

فأعتبروا...
وإنا لله وإنا إليه راجعون..