آخر تحديث :السبت-21 سبتمبر 2024-10:38م

الانسحاب طيب

الإثنين - 15 نوفمبر 2021 - الساعة 10:37 ص
عزيز العيدروس

بقلم: عزيز العيدروس
- ارشيف الكاتب


على عكس قرار التدخل في جغرافيا خارج نطاق الحدود الجنوبية وما رافقها من قيود سلبية الزمتها بدفع تضحيات افدح خسائرها حصدت ارواح من صفوة شبابنا المقاتلين الابطال لدون غاية، اذ قضت سياسات قادة الحرب في اليمن بعدم تمكين قواتنا على امتداد الساحل الغربي من التقدم وتحرير مزيدا من الارض وكسر شافة مليشيات الحركة الحوثية بذرائع عدة ابرزها اتفاق استكهولم بين شرعية اليمن والمتمردين عليها، وبرعاية قادة التدخل في اليمن من اشقاء وغيرهم….

وقوف قواتنا بدور المدافع المتمترس المكبوح جماحه القتالي مع العدو في تلك المناطق احبط معنويات الكثيرين واستنفذ تضحيات باهضه الكلفة…

في الوقت نفسه وفر مزيدا من الاستجمام لقوات الشرعية المعنية بالأمر مما جعلها تخوض ادوار دراماتيكية في حرب وهمية في مارب وتقديم تسهيلات للمليشيات الحوثية بالتوقل جنوبا منطقة تلو الاخرى بلوغاً لبيحان شبوة…

فقرار الانسحاب من تلك المناطق اكان بمحض ارادة جنوبية بحته او كسابقة من قيادة حرب التدخل في اليمن، المتمثل في اعادة التموضع القتالي يسجل العديد من الايجابيات،، اذ يولي لكل قوة مهامها القتالية المناطة بها فمن اولى مهام قواتنا الجنوبية ان تدافع عن مناطقنا الجنوبية المحررة وتطهر ما تبقى تحت وطأة الاحتلال، ويمنحها حرية استخدام سبلها القتالية واقدامها راسخة على اراضي جنوبية بحته، ومهما كان حجم التضحيات فهي فداءً لتراب الوطن..

في المقابل لن تجد قوات شرعية اليمن مناص من المواجهة العلنية مع المنقلبين عنها الحوثيين، او انفضاح امر التعاطف والتنسيق السري فيما بينهما…

ولتكن الاصوات الجنوبية التي كانت غير راضية بخوض قواتنا الجنوبية الحرب خارج حدود الوطن في اريحية بقرار العودة، وان بدت ممتعضة فقد كشفت عن نوايا كانت غير صادقة..

ولعل الرؤية تبرز اكثر وضوحاً عن من يدير الحرب في اليمن عامة والحديدة خاصة منذ اتخاذ قرار الوقف ومنع التقدم صوب ميناء الحديدة وابعد سابقاً عند اتفاق استكهولم، وحالياً قرار الانسحاب الملزم لكل الاطراف، والنظر بصمت للمليشيات الحوثية وهي في تقدم مستمر للمناطق المنسحب منها… 

هنا يكمن طيب الانسحاب لفوائده العديدة في تعزيز القوات الجنوبية للدفاع عن الحياض ولكشفه ما يطويه غموض سياسات ظلت مستترة خلف كواليس لأعوام طوال.