آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:09م

الحرب النفسية واستهداف معنويات الجيش والشعب

الجمعة - 12 نوفمبر 2021 - الساعة 11:15 م

الرائد / بكيل البشيري
بقلم: الرائد / بكيل البشيري
- ارشيف الكاتب


لم تعد الحروب تقتصر على الحرب العسكرية والسياسية والإقتصادية والإعلامية فحسب؛ بل هناك حرباً أخرى  يستخدمها خبراء السياسة وجنرالاتها والتي من خلالها يستطيع هولاء الأعداء سحق معنويات الجيش والشعب وشن الحرب النفسية التي لا تقل أهمية أو شأناً عن بقية الحروب التي ينتهجها ويستخدمها الأعداء المفترضيين والتقليديين تجاه قواتنا المسلحة البطلة ووطنا الحبيب.

إن محاولة التأثير على تماسك القوات المسلحة والتشكيك بقدراتها وإثارة غضب الشعب وإختبار صبره وإذاقته ويلات الحروب والفقر والمجاعة والتهويل الإعلامي وزرع الفرقة والشتات وبث روح الإنتقام والكراهية والفرقة بين أبناء وطنا الحبيب، ونلاحظ مؤخراً ما ينشره ضعفاء النفوس من خلال الإعلام المعادي ووسائل التواصل الإجتماعي وعبر الوسائل والقنوات المرئية والمسموعة والمكتوبة والمقروئة والإلكترونية من إستهداف معنويات الجيش ونقل الأخبار المغلوطة والمفبركة التي لا تنم عن الحقيقة والواقع بصلة، بل من شأنها خفض الروح المعنوية وإستهداف معنويات الجيش وخلق نوعاً من الإحباط واليأس في نفوس الجيش وفقد ثقته بقيادته ومرؤوسيه.

إن استخدام الحرب النفسية في الصراع من قبل الأعداء بإعتبارها ضرورة حيوية لتحقيق الأهداف الإستراتيجية والمرجوة لمستخدميها ومشعليها تجاه جيشنا وشعبنا في آن واحد. فالحرب النفسية قد تكون أقوى أثراً من القتال بالسلاح في تحقيق النصر بسرعة وبأقل الخسائر والإمكانيات، وذلك لأنها تستهدف في المقاتل عقله وتفكيره وعواطفه لتجرده من أثمن ما لديه وهي روحه المعنوية.

إن إشاعة اليأس من النصر وإستحالته في نفوس قواتنا المسلحة التي ترابط في مواقعها وثكناتها ومسارح الأعمال القتالية وتحرس الحدود هو من أجل اضعاف القوة القتالية إليها والنيل منها بمختلف الاتجاهات وإضعافها وتدمير العقيدة القتالية لديها وعدالة القضية التي تحارب وتقاتل من أجلها .

فالتشكيك في قدراتها على القتال وعلى تحقيق النصر والهدف التي تقاتل من أجله وتهيئة الجماهير وإثارتها للوقوف ضد فكرة الحرب وبث حالة الرعب والتذمر في صفوف القوات المسلحة وفئات الشعب المختلفة وتشجيع أفراد قواتنا على الإستسلام وعدم المقاومة وذلك عن طريق استغلال المواقف والأخطاء وتهويلها وتضخيمها، كما إن استخدام  النداءات وتوزيع المنشورات المختلفة التي تحثهم على الاستسلام والانسحاب وتصوير القوات الصديقة  وإضهارها في أماكن تجمعها وتمركزها وتموضعها هو تعريضها للخطر بحد ذاته، وجعلها عرضةً للإستهداف في أيا لحظة من قبل الأعداء المتربصين .

إن إثارة الصراع النفسي لدى جيشنا وشعبنا هو سياسة متبعة يستخدمها الأعداء للنيل منهما ولتحقيق مآربهم ومخططاتهم الشيطانية.

فمحاصرة قواتنا وسلبها لحقوقها وعدم صرف مرتباتها وقطع التموين والغذاء وترك الجرحى بدون نفقات العلاج وحرمان الشهداء من حقوقهم ومرتباتهم التي تعيل أسرهم  هو حرباً نفسية بحد ذاتها يشنها الأعداء، حرب نفسية وسياسية وإقتصادية بلا هوادة، الغرض منها زعزعة إيمان قواتنا بالمبادئ والأهداف والثوابت الوطنية  التي يدافع عنها، بغية التخلي عن هذه المبادئ والأهداف والأفكار.

إن إضعاف الجبهة الداخلية لشعبنا بإحداث ثغرات داخلها عن طريق إضهار عجز النظم الإقتصادية والإجتماعية والسياسية عن تحقيق آمال الشعب والضغط الاقتصادي على حكومة المناصفة حتى ينهار النظام الإقتصادي.

تشكيك الجماهير بقيادتها السياسية والعسكرية، التشكيك بقدرات القوات المسلحة والأمن على مواجهة العدو وخلق التنافر والفرقة بين صفوف القوات المسلحة وباقي فئات وقطاعات الشعب، أيضاً الدس والوقيعة بين فئات المجتمع والمحاولة بإستغلال المواقف والإحداث وتوضيفها وإستقلالها خدمةً لمصلحة الأعداء وإحداث شرخاً إجتماعي وفتنة شعبية يصعب تلافيها.

فلا بد من كسب تعاطف الشعب وإعادة الثقة بين الجماهير وتحصين القوات المسلحة والأمن وتطعيمها من إستهدافات وأضرار الحرب النفسية التي يشنها الأعداء في الداخل والخارج والعمل على كبح جماحها ومواجهتها بكل قوة وبكل السبل وعدم الإستسلام لمخططات الأعداء.. فإقناع القوات المسلحة وتحصينها من أسلوب الدعاية والإشاعة وتهيئة الشعب وإقناعه بعدالة القضية التي يقاتل الجيش من أجلها ويناضل الشعب من أجلها وتحمل الشدائد والمكاره في أحلك الضروف وفي أقوى المواقف وأشدها بكل صلابة وبدون إستسلام والإحتفاظ بالروح المعنوية العالية دائماً وأبداً وفي مختلف الضروف التي تتطلب الصبر والثبات والجلد.. كسب صداقة وود المحايدين والشركاء والداعمين وتثبت فكرة أننا لاشك منتصرون.. تعزيز وتمتين العلاقة مع الشعوب الحليفة والصديقة.