ضاق الشارع ذرعاً

عندما تتساقط الأقنعة وتسلط الشمس أشعتها على الحقائق ويصطدم المواطن بسواد صورة المستقبل يطفح الكيل ويبلغ السيل الزبى .
تتساقط من السحاب قطر الحياة فتتجمع فتصبح سيلا دافراً تسمع هديرة ويعجبك منظرة ولكنه مع غزارته يخوف من رسم صورة خيالية لمستقبل موهوم زينها بكل الألوان ووضع لها أطار وبرواز ذهبي وطرزها بالعقيق والفيروز والكهرمان .
عندما لا تعيش الواقع وتحلق فوق السحب وفجأة تهوي في قاع لا ماء فيه ولا كلاء فهل تعتقد أن السيل سبحملك مزفوف على الأكتاف تهتف الأصوات  بأسمك وتنعته بأجمل الصفات .
عندما تمد يدك لمن لا خير فيه ولا أمل يرجى منه ماذا تتوقع من شارع أظهر غضبه .
سبق وكتبت وغيري الكثير كتب بأن العيش في قمقم الأحلام  كالبناء على رمال الشاطئ يأتي الموج فيهدمه .
والعيش في الواقع وأن كان مر ففي نهايته شهد حتمي .
وكتبت في موضوع سابق تحت عنوان ثورة المجالس وقلت بأني أرئ في الأفق دمج قسري سيتم بين مجلس طارق والمجلس الأنتقالي لأن الكفيل واحد يريد يوحد جهده لتحقيق هدفه .
فما صدقتموني فها هي بوادر التقارب من أجل باب اليمن قد لاحت ولك الله يا بوابة عدن من عقبة المعلاء .
ولكن قد لربما أن الحبيلين ستغير البوصلة بعد أن أضحت شمسها أكثر إشراقا والله أعلم . فضاق شارعها ذرعاً قبل ان تنضج بقية شوارع الجنوب . وعسى أنه شارع جنوبي قح لا يخالط سواده حناء وصبغة ولا أخطبوط يلتهم ثورات الشعوب وصرخات المستضعفين والبسطاء .
والله من وراء القصد، ،،

عبدالقادر زين بن جرادي