آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-01:43ص

اذا كثر الجهال في الحكم تعطّل !

الجمعة - 12 نوفمبر 2021 - الساعة 01:35 م

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب


ونحن نلاحظ كثرة الجهال وخاصه عندما يكون اكثرهم في القيادة ، والجاهل يظن انه يختار الاشياء ويعمل لها من منطلق العقل، لكن الواقع يثبت غير ذلك! فهو يفسد الصالح ويغير الناموس المتعارف عليه، فيعطل العيش والتعايش معه في هكذا حياة، وخاصه اذا كان يحكمها الجهال. وقد انكر موسى عليه السلام الجهل حين كان يقود بني اسرائيل عن نفسه؛ وهي غارقه في ظلمات الاستبداد والقهر ليخرجهم الى الامان والعيش الكريم ' يقول الله:
(وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين) والمشكلة هي في الكثرة اذا كانو من الجهال وممن بيدهم مصالح الشعب.
ويذكرني بمثل كنت اسمعه[ اذا كثر الطباخين عطل المرق] وهؤلاء طباخين لديهم المعرفه بمهاراتهم في الطبخ، وقد اخذو اسم المهنه ولايعرفون الاّ بها،وهكذا نناديهم، وهذا يدل على براعتهم او تخصصهم فيها وهو ما قد وصلو  إليه بجهد ومثابره لكن هذا لايعفيهم عند الخطأ،فيتركهم من عرفهم  عندما يخرجون مادتهم فاسدة،وهذا يرجع الى كثرت العدد الذي لايلتزم احد منهم بقواعد الطبخ، وهنا يخرج الانتاج نكدا،فما بالك اذا كل هذه الكثرة في الاعداد الهائله من الجهال، تمسك بزمام المجتمع وتقوده ، وهم اجهل الجاهلين فيه ويكون قائدا! وكأن في ظنهم انهم يبهرون الجميع بسياستهم وخطابهم حتى صدّقو انفسهم بما وصفو به انفسهم ، وطابورهم الذي يرفع صوته بهم ، باسماء لفرط حبهم لهم في حياتهم واعطوهم من الالقاب ماعجز عن جمعها ، بل ومجدوهم للاسف حتى عند موتهم .. 
وقد ظل فترة من الزمن بعض الجهال يحكم بسياسة سقيمة . بل وصل بالبعض المجادلة على الظلام انه نهار! وعلى سياسه هابطه .. وكأن هؤلاء هم الوطن ومن خلفهم محبينهم الذين لايبتعدون عنهم في الجهالة هم الوطنيين ، الذين يرفعون صورهم بل نحتوها وهم حولهم مثل الفراش حول المصابيح، يموتون ويضحون بأنفسهم ،ويعجبون بما هم فيه،واصبحو بلوة وتركة سيتحملها المجتمع..
ولكن الشعب كان يعلم أن هذه المخلوقات من الجهال انها في مسرحيه هزيلة، وادوارها مكشوفة عارية عن الصحة، تعرف ذلك الجاهل المختال منهم  والمزهو والمتكبر الذى يخطب فى الشعب في شؤنه المحلية والدولية هو أقل معرفة بما يقول، وأن كلامه لا يدل على حبه للشعب والوطن..
واليوم يكتشف الشعب وتزداد الأدلة على جهلهم وانعدام سلوكهم الذي لا يخدم الشعب ، قد تصادم اليوم مع الواقع ، ويجد اليوم المحبين لهؤلاء الجهلة أمام الاختيار الصعب -  اما العودة الى شعبهم المنهك، وهذا واجب عليهم كي يسددو ما كشف عن عوراتهم ، ومما لحق بالشعب منهم ، وقد عراهم التصرف الاهوج في سياستهم ان كانت سياسة من الجهلة ، وعرف الشعب سبيلهم انه غير سبيل المخلصين لهذا الشعب. ان تلك  التعجرفات ، المفروضه على الشعب ، وخاصه من الداخل ؛ فشق ذلك على الشعب في معاشهم وأمنهم  ، وشق عليهم ان تكون انقسامات وحروب اهلية ، قد دفع الشعب اثمانها مسبقا ، لكن الكبر والاستعلاء قد جعل من البعض ان ينسى ماكان قد لحق بهذا الشعب... نسي الشعب وهذا يدل على أنهم غير مخلصين لشعبهم ؛ لان الشعب اليوم في امسّ الحاجه لكل ابناءه، ولابد من تصليح ما افسد هؤلاء الجهلة الذين حكمو الشعب دون مراعاة له واوصلوه الى مراحل لم يشهدها من قبل للاسف.
لقد سقط القناع عنهم، وفشلت الانظمة التابعة لهم ، حين عجزو عن الخدمة  لمجتمعهم او تقديم المساعدة له ، او وضع حلول اسعافيه سريعة للخروج مما يعانيه ، والواجب انه قد  حان ان يعرف هؤلاء شعبهم ويرجعون إليهم ، اليوم فقد حان طوي صفحات الخلافات ، لان الجوع فتك بالشعب ، وكسرت ظهورهم الازمات الغير المبرره،
لم تغن النظريات التى كانو يدبجونها الحكام ولا الحذلقات التى كانو يبهرون بها الناس والتى كانو يصورون بها انفسهم أنهم من يحبهم الشعب .. اين هم اليوم ممايجري لهذا الشعب؟
وهذا السبيل سيظل اليوم وغدا مع الشعب انها العقول المتحجره التي تدعي الثوره والحكم الرشيد ، ولاتعمل الاّ لنفسها انانية متكبرة فى سلوك وفكر فاسد ..
انها التعجرف في السياسة التي لم يصل إليها هؤلاء من الحكام بل هم اغزام السياسة ومعرفتهم بها . واصبح هؤلاء الجهال يمارسون الإرهاب الفكرى و لا يكفيهم بما لحق بالشعب منهم من اصناف المعاناة، حين لم يستطيعون فهم العمل السياسي والثوري الصحيح ؛ بمعنى انهم فشلو في الحكم لعقود من الزمن في التنميه للوطن الذي يعيش فيه هؤلاء الجهال.
بل واخرجت العنصرية عند الكثير منهم ..
فكل ذلك هو الجهل والكبر  وإن تسمى بأسماء جذابة كالزعيم،والقائد،والفخامه، والرئيس الاعلى...
لكنها تلك المسميات الجذابه، كانت "جمر تحت الرماد" 
وبعد هبوب الرياح وتطاير ذلك الغش الذي احرق كثير من الشعوب،ومكوناته، خرجت الجمر بلونها الجذاب واعجبت ذلك الجاهل المتهور الذي لايعلم انها  جمر كان تحت الرماد ستحرقه يوما ما وان طال الزمن.