آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-11:56م

حقنة منج من ليندركينج

الثلاثاء - 09 نوفمبر 2021 - الساعة 11:57 ص

ماجد الطاهري
بقلم: ماجد الطاهري
- ارشيف الكاتب


يبدو أن المهام التي أُنيط بها المبعوث الأممي الرابع الى اليمن السيد "هانس غروندبرغ" تتمثل بوضع اللمسات الأخيرة "التشطيبات" لينجز ما بداء به الرفاق الثلاثة السابقون ابتداءً بالمبعوث  لليمنيين السيد جمال بن عمر أول من أرساء قواعد التآمر الإقليمي والدولي باليمن مروراً بولد الشيخ وانتهاءً بغريفيث ، فجميعهم بعثوا من عصابة الأمم المتحدة لا لوضع الحلول من أجل سلام شاملٍ ودائم على اساس العدالة كما تشدقوا وزعموا بل لتنفيذ مخطط الهيمنة الغربي في اليمن ومنطقة الشرق الأوسط ..

فكما حمل الثلاثة الأولون أوهام السلام لليمنيين المثخنيين قتلاً وجراحًا ولم ينتج عن بعثتهم إلّا الضلال عن الحق والبُعد عن العدالة بمفهومها الإنساني والدولي، أيضًا هذا رابعهم "غروندبرغ" يحِلُّ ليواصل مشوار العمل الذي يرضى عنه أولياء النّعمة، ويظهر بإنه سيُؤذَن أخيراً  بفتح مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة، جاء ذلك بحسب إعلان امريكي نشرته  وكالة الأنباء السعودية الرسمية(واس) والتي كشفت بموجبه عن مباحثات ثنائية امريكية سعودية يقودها المبعوث الأمريكي الأممي السيد "تيم ليندر كينج" وبحسب الوكالة"واس" تمخّض عن المباحثات  قرار يقضي بإعادة فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ..

فما الذي تبقى بعد هذا لشرعية هادي السياسية حتى تمضي مستمرةً على منوال التآمر السياسي الدولي بحق شعبها المطحون بالجوع والفقر والحصار الإقتصادي والمثخن بالجراح والقتل، وماذا تبقى لها ايضًا لكي تستمر في مسلسل الهزائم المتلاحقة بحق جيشها المنسحب أو الهارب من مناطق السيطرة إمّا خذلانًا منها "أي الشرعية"  أو تخاذل منه "أي الجيش نفسه" عن الدفاع على مواقع سيطرته في محافظات مأرب وشبوة وقبلهما الجوف ..

وللمجلس الإنتقالي الجنوبي كذالك الذي ما يزال يبحث عن الشرعنة الدولية ليُعترف به ككيان سياسي يمثل قضية وشعب دولة الجنوب مع أنّ عصبة الأمم تدرك يقينًا أن الجنوب دولة عربية كانت تمتلك مقعد أساسي على طاولة مجلس الأمم تخلّى شعبها عنه بإرادته وفق شروط واتفاقيات مبرمة مستمدة من العهود والمواثيق الأممية وتحفظها القوانيين الدولية ومع ذلك وبموجب تلك المواثيق ايضًا تتجاهل عصابة الأمم اليوم قوانينها الدولية المنظمة لجوانب الشراكة والوحدة بين قطرين وتضرب بها عرض الحائط ، فهل ما زال مجلسنا الموقر يراهن بكل ما يُمارس بحق شعبنا من حصار اقتصادي حقير بكل ما تحمله الكلمة من معاني الحقارة بأن لابأس من بذل التضحيات والتصبُّر على الجروح والآلام وتقديم المزيد منها مستقبلاً في سبيل الحصول على اعتراف أممي بدولة الجنوب!

كيف يتأتّى ذلك وهاهو المستر الأمريكي كينج اليوم يجيئ بعد سبع سنينٍ عجافٍ من الحرب ليعيد شريان الحياة للمليشيا الحوثية عبر فتح مطار صنعا وميناء الحديدة وبذريعة الجانب الإنساني فمن هو المحاصر حقًا أخبروني بربكم؟ شعب محافظات الجنوب أم  مناطق سيطرة الحوثي في الشمال؟
ولماذا تُمنح تلك الإمتيازات السياسية والدبلوماسية والإقتصادية لتحظى بها مجرد مليشيات دينية طائفية جاءت من الكهف مباشرةً إلى سدة الحكم فأصبحت مشرعنة ومعترف بها دوليًا ، اليس ذلك دليل كافٍ على تحالف غربي شيعي من خلف الستار وتخادم امريكي بريطاني حوثي وثيق يُجيّر فيه الأخير ليصبح شرطيًا ينفّذ مخطط إستعماري خبيث في دول شبه الجزيرة العربية..

واخيراً ليكن الجميع على يقين بإن دول الهيمنة الغربية لا تمدّ يدها نحو أي طرف أو إتجاه إلّا بمقابل فما تظنون أن ترجوه منّا دول الإستعمار "وجه الهيمنة المعاصر"  لكي تمد يدها لتضعها مع حليف جنوبي عربي الهوية قومي العروبة سُنّيّ المذهب، أوما رأيتموها قد تخلت عن حليفٍ شبيهٍ بنا عروبةً وقوميةً وتركته يُسحق في العراق وسوريا وما زالت تنازعه السلطة والحكم عبر نفس الأدوات في لبنان وليبيا واليمن..

فإن كنتم مدركون لما سبق فاتركوا شعبكم يموت واقفًا عزيزاً شامخًا وهو يقاتل الظلم والجبروت والباطل فإمّا أن يموت بشرف أو ينتصر لكرامته وقضيته ولوطنه وعروبته،خيرٌ لكم من أن تشاهدوه إمّا يُقتل في جبهات المعارك  أو يُغتال في المدن والطرقات دون أن تُثِمر حقيقةً تلك التضحيات  يومًا عن يوم وعامٌ بعد عام هذا إن لم يمت جوعاً وفقراً ومرضاً بسبب سياسة الحصار الإقتصادي الممنهج والخبيث...