آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-07:50ص

هل الانتقالي فعلا يريد استعادة دولة الجنوب

الإثنين - 08 نوفمبر 2021 - الساعة 07:50 م

ناصر بن لزرق
بقلم: ناصر بن لزرق
- ارشيف الكاتب


 

تستعاد الأوطان وتحدث الانقلابات من السيطرة على الإذاعة والتلفزيون.. فماذا بقى للانتقالي إذا كان صادقا في استعادة الجنوب؟! 

سؤال يجول في خاطري ليل نهار: هل الانتقالي صادق فيما يقوله حول استعادة دولة الجنوب؟

عصرت تفكيري وحاولت أستعيد أغلب الأحداث السابقة والبحث عن طرق استعادة الدولة أو الانقلابات التي قد حصلت مسبقا والمقارنة بادعاءات الانتقالي واستعادة دولة الجنوب.. 

بحثت طويلا فلم أجد أي وجه للمقارنة بين الانتقالي وبين من سبقوه..

الانتقالي يملك ترسانة عسكرية ضخمة وميزانية مالية أيضاً ضخمة، ولديه قاعدة شعبية قوية، بل لديه شعب كامل يكاد يهلكه العطش لاستعادة دولته، فما الذي يمنع الانتقالي من إعلانها من عدن.. بالتأكيد أنه فور إعلانها سيتسابق الكثيرون حتى من المحافظات الجنوبية غير المسيطر عليها لإعلان الولاء والسمع والطاعة له..

لماذا لا يحدث ذلك؟! فكل الإمكانيات شبه متاحة لديه، الرئاسة ولديه، النيابة ممثلة بالجمعية الوطنية ولديه، الدفاع ممثلة بالجيوش المجيشة تحت يده، ولديه الداخلية ممثلة بالحزام الأمني وأمن عدن وأبين والضالع ولحج، ولديه القضاء كونه متحكما به فعليا ويوقفه متى يريد ويدعه يعمل متى شاء، وكلنا نشاهد ذلك على أرض الواقع.. 

كذلك لديه النقل الجوي والبحري ممثلا بالوزير الممثل له في حكومة المناصفة، لديه البنك والميناء والجمارك والضرائب لتسيير أمور الدولة.. 

لديه الحليف القوي العنيد الذي لم يغامر يوما من الأيام في معركة سياسية إلا وكسبها، حليف يسير سياسات دول ويغير أنظمة ويفرض ما يريد على العالم أجمع، 

حليف تشهد له كل المواقف السياسية السابقة واللاحقة أنه يملك من النفوذ العالمي ما لا تملكه كثير من الدول العظمى..

لدى الانتقالي ما يحلم به أي تيار أو طرف سياسي لانتزاع حقه أو وطنه، أو حتى انقلاب على أي نظام مهما كان حجمه ..

ويلح نفس السؤال مرة أخرى: لماذا لا يعلن الانتقالي عن دولته التي يطمح لها؟

لماذا..؟!

لم أجد جوابا سوى أنه لا يريدها ولا يطمح بها، وليس صادقا فيما يقول.

إذاً فماذا يصنع الانتقالي غير بيع الوهم والشعارات الزائفة.. 

الآن الوضع ينهار وهو مكتوف الأيدي، لماذا لا ينقذ الانتقالي هذا الشعب الذي يحبه ويريد منه أن يستعيد له دولته؟! 

لماذا لا يريد أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه طالما هو الوحيد على الساحة ويعتبر الجنوب بنسبة ٩٩ % بيده، ولم يعد ينقصه شيء.. الوضع كارثي ونسير إلى طريق مجهول ومظلم، ونتجه إلى عالم الغاب والقوي يأكل الضعيف، لأن الجوع يطرق الأبواب والناس تنضغط كل يوم أشد من الذي قبله..

 من له مصلحة في انهيار العملة وارتفاع السلع والمشتقات النفطية، فمجتمعنا مجتمع نظيف عفيف، ولكن من سيسكت وهو يرى أطفاله يموتون أمام عينيه من الجوع والعوز والمرض..!

ستسقط البلد وستسقط الأخلاق والقيم، وستتحول البلاد إلى عصابات وجماعات متناحرة من أجل البقاء  ولقمة العيش.. هل ستهربون حينها إلى الخارج.. إلى الفلل والشاليهات التي تشيدونها اليوم؟!

بالتأكيد ستهربون.. فنحن نشاهد أسركم وعائلاتكم في الدول ويتمتعون بحياتهم ويعيشون في نعيم.. 

لسنا ضد مشروعكم ولا ضد قضيتكم إطلاقاً، بل سنكون جنودكم، لكن أصدقونا القول قبل أن تحل الكارثة.. ماذا تريدون.. بماذا تحلمون؟ إلى أين ستصلون بنا..؟!

هل أنتم فعلا صادقون مع الجنوب وشعبه.. لكن تصرفاتكم لا توحي بذلك..!