آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-06:45ص


دعوة للأطراف المتقاتلة إلى تحكيم العقل

الجمعة - 05 نوفمبر 2021 - الساعة 05:57 م

العميد يوسف العاقل
بقلم: العميد يوسف العاقل
- ارشيف الكاتب


لا يخفى على عاقل ما يمر به الشعب اليمني من جراء هذه الحرب، التي راح ضحيتها ملايين من الشعب، بين قتيل، ومشرد، وجائع، ومريض. 
ولعل من أكثر المحافظات التي تعاني من ارتفاع الغلاء الفاحش هي عدن وأبين، حيث لم يجد المواطن المسكين فيها قوت يومه.

نحن الآن على مقربة حرب بيننا وبين إخوة لنا من الانتقالي، وقد حشد الانتقالي للهجوم بحجة العبور للحوثي من أبين! ، ونحن على استعداد للدفاع. 
هذا الحرب كم سنصرف فيها من سلاح، وذخيرة؟ قيمة تلك الذخيرة والأسلحة ستشبع آلاف الأسر، وتحد من معاناة الكثير ممن يأكلون من الزبالة، رصاصة يطلقها الجندي قيمة عشاء أسرة، ناهيك عن القتلى التي ستخلفها هذه الحرب، ويعود الجندي إلى بيته جثة، وقد دفن مستقبل أهله معه، فلا معيل لهم غيره، وأما إذا عاد جريحا فهي مأساة بحد ذاته لها ألف قصة، ومعاناة.

لماذا نتقاتل، وهل الحوثي في أبين، يكفي أبين وعدن ما أصأبها، الناس ملت من الحرب، تريد أن تأكل، تريد أن تعيش، ونحن نرمي ملايين الريالات في الأرض، طلقة هاون مصروف شهري لأسرة، فكم طلقات هاون ومدافع، ودبابة.

ياعقلاء الشرعية والانتقالي، العقل العقل، وياعقلاء يافع والضالع، هل يرضيكم أنا كفضلي أذهب إلى أراضيكم، وأفعل حربا على رؤوسكم، فو الله الذي لا إله إلا هو لو يأمرني وزير الدفاع لما انقدت له، فأصول القبيلة ماحد يجي فوق حد.

المخطط يريدها حربا بين آل الفضل ويافع والضالع، وجرحا يظل في النفوس لا ينسى مدى الدهر.
فتن فرضها الخارج علينا، وصارت الفرقة في البيت الواحد، على ماذا نتقاتل؟ كل يسأل نفسه من المستفيد من هذا القتال؟
مرحبا لطاولة الحوار، والعقل، مرحبا للرؤية السليمة التي تخدم الشعب وتخرجه من مأزقة، ويكفي متاجرة بنفوس الأبطال.

لا يظن البعض أن كتبت هذا استعطافا، وخوفا، فوالله الذي لا إله إلا هو لا تهولني كثرة الجيوش، وقوة عتادها، فنحن تربية الحروب، وواجبنا الوطني لن نتخلى عنه، والبادي أظلم، أنا هنا مواطن أدعو إلى تحكيم العقل، والجيوش جيشت لخدمة المواطن، ولمصلحته، ودفاعا عن الوطن، لا لهدمه، يكفي حروبا، يكفي فرقة، الناس تموت، الناس بحاجة للريال، تريد أن تعيش بكرامة، تريد أن تعمل بأمان، أين العقلاء، أين رجال الدين، يرفعون الشر، والبأس عن الناس، وتلتحم الصفوف لمعالجة ما يعانية المواطن.


العميد / يوسف العاقل

قائد الشرطة العسكرية في أبين.