آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-01:45م

من يشتري اللحم ؟!

الثلاثاء - 02 نوفمبر 2021 - الساعة 03:55 م

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب


 ماري أنطوانيت هي آخر ملكات فرنسا ، و بما أنها أبنة الأمبراطور الروماني فرانسيس الأول و زوجة الفرنسي لويس السادس عشر فقد عاشت حياة أرستقراطية ،  و قد كانت مقولتها الشهيرة (اذا لم يجدوا خبز فليأكلوا البسكويت) سببا في زوال حكمها و زوجها و ذهاب رأسيهما إلى المقصلة ، فحين تدهور الحالة المعيشية للفرنسيين و معاناتهم مع الفقر الذي وصل حد عدم قدرتهم على أمتلاك و توفير رغيف الخبز ، ذهب البعض ليخبر ماري عن حالة الشعب هذه ، فكان ردها ذاك و الذي أشعل ثورة فرنسا التي أطاحت بحكم لويس و ماري و أوصل رأسيهما إلى المقصلة .. فالشعب ظن أن رد ماري كان سخرية منها ، و كانت الثورة رد مزلزل عليها ، وهكذا كانت النتيجة موجعة على مملكتها و تلك نتيجة طبيعية لمن يعبث و يسخر من البطون الجائعة ..

   لا نلوم الملكة ماري أنطوانيت على ردها على مطالب الجوعى و قد لا نعتبره كذلك من باب السخرية على تلك المطالب ، فأنطوانيت كانت معزولة في القصر و ترى شعبها فقط فيمن يتواجدون بداخله أو لمن لهم إرتباطات و تواصل فيه ..

  كذلك الحال نراه في قرار تخفيض أسعار اللحوم الذي أصدره احمد لملس محافظ عدن ، فقراره ذاك يشبه قرار بسكويت ماري أنطوانيت ، و كأنه لا يعلم أن الناس بدون مرتبات و الحالة المعيشية للمواطن العدني (طماط) ، و اغلب (العدانية) على المعاش الذي قد لا يتجاوز الخمسون الف ريال ، و المواطن في عدن يعيش يومه باحثا عن كسرة خبز و ساعة (برود) ينتظرها لساعات اذا سمحت الظروف بتشغيل الكهرباء ، و يجي لملس في نهاية المطاف ليخبره أنه قد رخص سعر اللحوم .. أجزم أن مواطني عدن لم يعد أحد منهم يعرف شكل اللحم و لا طعمه فلم يتذوقه لسنوات ، و حتى في الاعياد و المناسبات  ..

  في عدن آكلوا اللحوم هم فئة (الهوامير) و الفاسدون و باسطوا الأراضي و أصحاب الجبايات و من هم على شاكلة تلك الفئة ، أما المواطن العادي فهو بريئ منه براءة الذئب من دم من ابن يعقوب ..

 ما يهم المواطن هو وجود دولة و أمن و مرتب و شربة من الحنفية لا معدنية و كهرباء و مواصلات و كسرة خبز ..