آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:46م

الصراع على الكراسي

الجمعة - 29 أكتوبر 2021 - الساعة 09:57 م

علي بن شنظور
بقلم: علي بن شنظور
- ارشيف الكاتب


 

القارئ للتاريخ السياسي الجنوبي واليمني بشكل عام
ونأخذ في هذا الحيز الجنوب العربي أو جنوب اليمن..ج..ي..د..ش.
وماحدث فيه من خلافات.

لماذا أختلفوا رفاق ثورة ١٤ اكتوبر عشية استقلال الجنوب عام ١٩٦٧م مع بعضهم البعض..؟
هل كان احدهم وطني والأخر
عميل؟  بالطبع لا فجميعهم شاركوا في صنع الاستقلال الوطني،  ولكن أهم الاسباب هو صراع الكراسي وأن وجدت اسباب أخرى لايتسع الحيز السريع لذكرها هنا..
لكن السبب الأساسي
سباق الكراسي ورفض البعض للشراكة مع رفاقه.

لذلك سيطرت الجبهة القومية على السلطة ووصفت من اختلفوا معها بالعملاء والخونة بهدف الاستحواذ على السلطة.

لماذا ايضا انقسم القادة في الجبهة القومية والحزب الاشتراكي اليمني بعد الاستقلال في عدة صراعات مؤسفة حدثت بين اجنحة النظام الواحد في عدن..؟

هل كان الخلاف حول طبيعة شكل النظام السياسي وجميعهم يزعم السير وفق أهداف مرحلة الثورة الوطنية ذات الافاق الاشتراكية...بالطبع لم يكن خلاف رؤى حول شكل النظام بل صراع على الكراسي أخذ
النصيب الأكبر من الخلافات البينية وان وجدت أسباب أخرى مضافة لصراع الكراسي.

في عام ١٩٩٠م م لماذا رفض قادة الحزب الاشتراكي المصالحة مع بقية القوى التي ازيحت في الصراعات السابقة قبل الدخول في الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية..؟
لقد كان من أهم الاسباب للرفض للأخر الجنوبي الخوف من تقاسم الكراسي مع البقية والرغبة في الانفراد بالكراسي.

في ٩٤م لماذا انقسم الجنوب وذهب البعض للوقوف مع النظام في صنعاء؟ 
لقد كان من أهم الاسباب غياب المشروع الجامع للجنوب والخوف من عودة تيار ماقبل ٩٠م للسلطة وسباق البعض على الكراسي برفض الأخر الجنوبي
إلى جانب المصالح الشخصية للبعض مع نظام صالح.
واسباب أخرى ولكن فقط أخذنا مايخص
سباق الكراسي.

كذلك لماذا ظل بعض جنوبي السلطة بعد ٩٤م يرفضون عودة من تضرروا من حرب ٩٤م  وتسوية اوضاعهم وكيف استخدم بعضهم ورقة الجنوب للمساومة مع صالح بهدف الاستحواذ على الكراسي..!

بعد إنطلاق الحراك
الجنوبي كان الحراك موحد ثم حصلت اختراقات من بعض القوى الحزبية اليمنية لتفكيك الحراك السلمي 
فبرزت عقليات سباق الزعامات فتعددت المكونات وان كانت الأهداف للجميع واحدة وهي (حل قضية الجنوب أواستعادة الدولة وفك الارتباط واستقلال الجنوب ولو اختلفت بعض الرؤى  في آلية الوصول للحل لكنها كانت تنادي بالالتزام بخيارات شعب الجنوب وتقرير مصيره حتى الفدرالية المشروطة بالاستفتاء) فظلت المشكلة في عدم قبول البعض لفكرة القيادة الموحدة.

وهكذا مازال الجنوب يعاني من تلك المشكلة رغم ماحدث من تطورات هامة بعد تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي  لكن بعض العقليات مستمرة في السير بنفس طريق رفاق
الماضي وممارسة الإقصاء لبقية  رفاقهم بحجج الوقت غير مناسب للتطوير ودور البقية سياتي بعد قيام الدولة أو بعد رحيلهم للأخرة..!

بل حتى على صعيد المجتمعات
المحلية نرى سباق الزعامات وعدم الأخذ بمتطلبات العمل المُشترك.

فمتى يتخلص الجنوب من هذه المشكلة ويستفيد من تجربة الماضي ؟!!

ملحوظة..
لاندعو لوحدة الصف
فقد مللنا من ذلك  بل سئم القارى من تكرار الحديث عنها
والأمور طيبة وكل شي تمام وعال العال..! ولكن فقط ندعو لقراءة الماضي

وبالله الهداية

علي بن شنظور
أبوخالد
٢٩ أكتوبر ٢٠٢١م