لم تُنسى تلك الذكريات ، وينطوي ما مر من تفاصيل محفورة في الذاكرة ، ها أنا اليوم أتجرع مُر الفراق ، وتتخللني كلمات تكاد تفجر عقلي .
إن فقدان الأب هو هشاشة الروح ، فهو لا يشبه عذابات وآلام الفقد الأخرى...
ها أنا اليوم أُمسك بقلمي لعلى الكلمات تواسيني وتُعبر عن مدى حبي وشوقي لذاك الأب الذي عندما تتعثر قدمي يمسك يدي ، الذي عندما أكون عند مفترق طرق يدلني للطريق الصحيح ، الذي عندما تحتويني الفرحة يكون مشارك لي ولو قهرته الظروف ، الذي دائماً يقول لي عندما أترقب نتائجي المدرسية " *أنا أثق بك فجهودك لن تضيع*" ...
والدي #*"فؤاد_عبدالكريم_خريصان"* رحمه الله ، توفي يوم الأحد ، اليوم الثامن من شعبان 1442 هـ، بعد معاناة مع المرض ، ارتقت روحه إلى الأعلى وحُظي جسدهُ المنهك بدفن خارج موطنه إلى تحت التراب، تكدست دموعي في عياني ، وأحسست بلحظة إنكسار لم أعشها طيلة حياتي ، لعدم مقدرتي لرؤيته للمرة الأخيرة .... تلك لحظة لا توصف ، وحرقة تعتصر القلوب ، سيبقى وجههُ ، وستبقى كلماتهُ ترافقني ما دمتُ حياً...
كنتُ عندما ينادي الإمام بميت أجد صعوبة بالغة في تصور المشهد الذي يرافق أبناءه وأهله وأحبابه ، لكن عندما أصبح هذا المشهد حقيقياً مررت بحالات تنزل دموعي من تلقاء نفسها ، ولأن الله منحني من الصبر ما جعلني متماسكاً وأنا أبلغ نبأ وفاة أبي ...
ثقيل عليّ الفراق ، ولكنه سيظل في قلبي حتى الممات، أبي فخري، أسأل من المولى أن يتغمدك بواسع رحمته ورضوانه ، اللهم أغفر لأبي ، وعافه وأعفو عنه ، وأسكنه فسيح جنانك...