آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-09:16ص

فراقك شتت أيامي وجعل قلبي يتلوى من الألم

الجمعة - 29 أكتوبر 2021 - الساعة 08:40 م
عبدالكريم فؤاد خريصان

بقلم: عبدالكريم فؤاد خريصان
- ارشيف الكاتب


 

لم تُنسى تلك الذكريات  ، وينطوي ما مر من تفاصيل محفورة في الذاكرة ، ها أنا اليوم أتجرع مُر الفراق ، وتتخللني كلمات تكاد تفجر عقلي . 
إن فقدان الأب هو هشاشة الروح ،  فهو لا يشبه عذابات وآلام الفقد الأخرى...

ها أنا اليوم أُمسك بقلمي لعلى الكلمات تواسيني وتُعبر عن مدى حبي وشوقي لذاك الأب الذي عندما تتعثر قدمي يمسك يدي ، الذي عندما أكون عند مفترق طرق يدلني للطريق الصحيح ، الذي عندما تحتويني الفرحة يكون مشارك لي ولو قهرته الظروف ، الذي دائماً يقول لي عندما أترقب نتائجي المدرسية " *أنا أثق بك فجهودك لن تضيع*"  ...

 

والدي #*"فؤاد_عبدالكريم_خريصان"* رحمه الله ،  توفي يوم الأحد ،  اليوم الثامن من شعبان 1442 هـ،  بعد معاناة مع المرض ،  ارتقت روحه إلى الأعلى وحُظي جسدهُ المنهك بدفن خارج موطنه إلى تحت التراب،  تكدست دموعي في  عياني ،  وأحسست بلحظة إنكسار لم أعشها طيلة حياتي  ،  لعدم مقدرتي لرؤيته للمرة الأخيرة  ....  تلك لحظة  لا توصف ،  وحرقة تعتصر  القلوب ،  سيبقى وجههُ ، وستبقى كلماتهُ ترافقني ما دمتُ حياً...

كنتُ عندما ينادي الإمام بميت أجد صعوبة بالغة في تصور المشهد الذي يرافق أبناءه وأهله وأحبابه ،  لكن عندما أصبح هذا المشهد حقيقياً مررت بحالات تنزل دموعي من تلقاء نفسها ،  ولأن الله منحني من الصبر ما جعلني متماسكاً وأنا أبلغ نبأ وفاة أبي  ...

ثقيل عليّ الفراق ، ولكنه سيظل في قلبي حتى الممات، أبي  فخري، أسأل من المولى أن يتغمدك بواسع رحمته ورضوانه  ، اللهم أغفر لأبي ، وعافه وأعفو عنه ،  وأسكنه فسيح جنانك...