آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-11:41م

كم أنت عظيمة يابلدي ......

الجمعة - 29 أكتوبر 2021 - الساعة 01:23 ص

د. عوض احمد العلقمي
بقلم: د. عوض احمد العلقمي
- ارشيف الكاتب


مكثت في القطر المجاور عقدين من الزمن أو يزيد ، أهم مالفت نظري أننا كنا نمنع أطفالنا من النزول للعب أمام باب البناية التي نسكنها ، وكذلك نصطحبهم صباحا إلى مدارسهم ثم نعود بهم   ظهرا  إلى المنازل ، خوفا عليهم من أن يقعوا في شراك المجرمين أو أن يصبحوا فريسة سهلة لتلك الوحوش البشرية الضارية ، فضلا عن منع نسائنا من الخروج لوحدهن للتسوق أو لشراء أي حاجة ضرورية ..... مضت السنون ونحن نقيم هناك ، لم تمض علينا ليلة من تلك الليالي إلا ونحن  نقضيها في الحديث عن جريمة اختطاف طفل أو طفلة أو امرأة ، وجدت مذبوحة في مكان ما بعد أن فعل بها المنكر خاطفوها ..

لكن الأدهى والأمر أن نقف اليوم ونحن ننظر بذهول إلى فضائح يندى لها الجبين تحدث في ذلك القطر نفسه ، في أيام عيدهم  الوطني  مع أنهم لم يعودوا يعيشوا ذلك الزمن الذي كان يمثل عهد التمسك بالقيم الدينية والمحافظة على السلوك العربية المتشددة بل وعهد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتوجه الدولة المحافظ ..... إنما هم اليوم قد انتقلوا بتوجيهات وقوانين ولوائح ونظم جديدة تسمح للمواطن بالانفتاح وممارسة الرذيلة والفواحش فضلا عن إعداد دور للترفيه وتعاطي المشروبات المحرمة ، سنتها وأصدرتها  دولتهم التي كانت قائمة على تحريم مثل هذه الأمور ..

إلا أن ما نراه  يحدث اليوم من بعضهم  في العيد الوطني أمورا لايقبلها العقل ولا المنطق ، ولا أعني بهذا أن بلدنا قد خلت من الأخلاق السلبية والأخطاء الآنية ، فهذه أمور لاتخلو منها بلد لكن ما أقصده أن مانراه من بعضهم في القطر المجاور أمرا لايقبله عقل ولامنطق إنه لايحاكي أبدا تصرفات البشر  ولايشبه سلوك الأسوياء من الأمم والشعوب ، حتى الفواحش والرذائل لها طقوس عند الأمم والشعوب تنأى بها عن الهمجية وسلوك الحيوان ، لكن الأغرب والأعجب هو صمت العلماء والدعاة وكأن الأمر لا يعنيهم ..... فمن فضائحهم في العيد الوطني على سبيل التمثيل : أن تجد مئات الشباب يركضون وراء فتاة ، يتحرشون بها ويؤذونها أمام مرأى ومسمع من الشاهدين ، أو أن تجد فتاة على كتفي فتى يحملها  ، رقبته بين فخضيها ويديها على رأسه ، أما يدا الفتى فتمسك بساقيها ، وهي شبه عارية ، وآخرون من الشباب يؤذونها من الخلف في مؤخرتها بسباباتهم ..

وفي هذه الأثناء سألت أحد زملائي ، لماذا لانرى شيئا من هذا في بلدنا مع أننا عشنا ومازلنا فيما يشبه اللادولة ، وأبناؤنا وبناتنا يذهبون إلى المزارع والأسواق والكليات والمدارس مختلطين ذكورا وإناثا ومع ذلك كله لم نسمع من تلك الجرائم ولم نر من تلك المشاهد والفضائح شيئا ؟؟؟؟؟؟؟ فرد علي بالقول : ياصديقي نحن بلد تحكمه التقاليد والأعراف القبلية النبيلة والشرائع الدينية التي تشربناها كابرا عن كابر دون إكراه ، نحن شعب يحكمه تاريخه الثقافي وسبقه الحضاري ، نحن شعب تحكمه أصالته وتجذره العميق على هذه الأرض

نحن شعب انبثق وارتوى وتجذرت سوقه وتفرعت أفنانه في بلدة وصفها الخالق بالطيبة ، نحن شعب وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإيمان والحكمة ،  وبالأرق أفئدة والألين قلوبا ، بل نحن ياصديقي الشعب الذي لم يمتهن المرأة يوما أو ينتقص من قيمتها ، بل ظلت المرأة اليمنية شريكة للرجل في الصناعة والزراعة ، في الاقتصاد والتجارة ، في التنمية والريادة ، في القيادة والسياسة ، وأظن أنني لن أكون مبالغا ياصديقي إذا قلت لك إن المرأة في بلادنا قد مضت في سباق مع الرجل لبناء الأوطان وإقامة الحضارات ، وفي أحايين كثيرة كانت تتفوق عليه ؛ حكمة ودهاء لاسيما إذا ما ساست القوم أو أصبحت في صدارتهم أو أمسكت بزمام القرار ، ويكفي أن تعلم يا أخي أن أكثر من خمس نساء قد حكمن بلادنا بجدارة واقتدار وسطرن أنصع الصفحات في تاريخنا الحضاري التليد ....