آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-07:16م

مأرب .. بين مؤامرة حزب الله ومناصرة سمير جعجع

الخميس - 28 أكتوبر 2021 - الساعة 08:49 م

عبدالفتاح الحكيمي
بقلم: عبدالفتاح الحكيمي
- ارشيف الكاتب


 

بقلم/عبدالفتاح الحكيمي.

ظهر حسن نصر الله فجأة قبل أحداث الطَّيّونة في لبنان ينتقد طريقة احتفالات الشيعة بذلك الجنون في أدماء الأجساد وطعنها بالسكاكين وأسياخ الحديد لأن الدماء لا تسفك حسب قوله إلا في ملاقاة عدو ودحره وفي ساحات القتال.
لكن الرجل سرعان ما أضاع عقله مع درس الطيونة اللاحق الذي أعاده إلى حجمه الطبيعي,لعله يتفكر بنصف عقل على الأقل وينظر في مرآة مناسبة عواقب أفعاله اللئيمة والتأجيج في الداخل والخارج كاليمن التي حرض فيها الحوثيين على مواصلة معركة مأرب ((لأن نتائجها سوف تقرر المستقبل السياسي على الارض)).

كنا نعتقد أن شعوذات حسن نصر الله الفكرية والمذهبية الشاذة تراجعت كما ينبغي, لكنه على قاعدة الطَّبع غلب التَّطَبُّع فاجأ بعد ذلك الصديق قبل العدو بهذيان خطاب البحث عن عدو داخلي في لبنان وليس في إسرائيل.

حرض نصر اللاة ليس ضد القائد سمير جعجع ولا معسكر القوات ولا الكتائب,ورغى المليشاوي الكهل كثيراً حول مرجعية النظام والقانون في لبنان وهو يباهي بمائة ألف مقاتل مدرب من مليشياته يغمز بهم في مواجهة كل اللبنانيين وليس فقط من يقف خلف مصرع ٨ من عناصر فتنة الطيونة !!.

* ورطة الشاطر *

كانت قواذف الار .بي .جي الجاهزة بحوزة متظاهري الطيونة ضد قاضي التحقيق طارق البيطار قمة التعبير السلمي عن التوجهات المدنية لحزب الله واحترامه لاختصاص المؤسسات الدستورية ومبدأ الفصل بين السلطات, يضاف لها  تظاهرة بكواتم صوت وقذائف معتبرة شربوا نخبها قبل غيرهم,  وبمناصفة وتقاسم الجثث مع حركة أمل الشيعية.
ولو أن جماعة نصر الله المتظاهرين السلميين أحباب الله والخميني سلخوا جلودهم وقطعوا أيديهم وأرجلهم من خلاف لكان خيراً لهم من فضيحة التظاهرة الإرهابية (السلموية الأنقلابية) على سلطة القضاء والتوافقات الإجتماعية الهشة.

كانت تظاهرة مجاذيب يخفون قَضَّهم وحديدهم وسكاكينهم وقذائفهم ولكن ليس لألحاق الأذى بالنفس كما نصح سماحة السيد بل الفتك بالآخرين وأبادتهم, فقد طبقوا حكمة سيدهم حرفياً الهمجية سلسة ضد آخرين في الوطن وباسم العيش المشترك بين المسيحيين وشيعة الشوارع والمسلمين. 
فاعتراف نصر الله اللاحق في خطبته ضد القائد سمير جعجع  بامتلاك ذلك الكم البشري الهائل من أدوات الخراب والقتل والبشاعة أكد أن السيد حسن خميني دفع بمتظاهريه لأبعد من إزاحة القاضي, ليقول نحن كل شيء في البلد ونحن الدولة والوطن والشعب.

كيف حصل بعض متظاهري الطيونة على قذائف آر . بي جي في اللحظة والتو للرد على القناصة المجهولين الذين يزعمون انتمائهم لحزب القوات ,هذا يسميه أولاد عمهم الحوثيون عندنا في اليمن ب(التأييد والنصر الإلهي) وربما لو شاء حسن نصر الله وعصابته السلمية لأرسل ألله معهم طيوراً أبابيل ترمي خصومهم بحجارة من سجيل.
لا شيء غير طبيعي في كارثة مرفأ بيروت, واعتراض حسن نصر الله على التخلص من نترات الأمونيا, وإلا هل ينتظر الآخرون من الرجل وجماعته غير الخراب والدمار.؟
أبعد من استهداف تظاهرة الطيونة للقاضي طارق البيطار أرادت عصابة حزب اللاة اللبناني إرهاب ذوي الضحايا الشهداء الحقيقيين وكل أصحاب الحق في الدعاوى الجنائية والتعويضية عن الأضرار الفادحة في الأرواح والممتلكات وفي مقدمتهم الدولة اللبنانية التي أصبحت هي رهينة أكثر من غيرها لدى بندقية وبارود ومتفجرات ونترات حزب حسن نصر الله.
وما لم يحس به المواطن في لبنان من مثالب جلاديه ومرتزقته الدمويين الذين لا يزال البعض في بيروت منخدعاً بهم أمثال جورج قرداحي المدعوم من فخامة نصر الله  فهنا يُمارَس علينا الأشنع في اليمن أيضاً وبالوكالة عن إيران الخميني وبركات حسن نصر الله والحشد الشعبي في العراق ما يعزز واحدية الكارثة والمعاناة بين لبنان واليمن.

جريمة المرفأ وأصابع عصابة السيد ليست النهاية فهنا في اليمن أيضاً يتم تفجير المساجد والبيوت بإشراف خبراء متفجرات إرهابيين من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني.
وإذا سألتم عن سر عدم حماسة الأشقاء السعوديين في مساعدة لبنان فذلك لأن نصر الله نقل صناعة الطائرات المتفجرة والصواريخ الباليستية من جنوب لبنان إلى اليمن لتحرير فلسطين بضرب مكة المكرمة أولًا..فقد كافأ نصر الله الخميني المملكة على إخراجها له من نكسة ٢٠٠٦م التي سلمته ٢ مليار دولار باسم الأرامل وخراب البيوت الذي تسببت به حكمة سماحة السيد.. والآن ينتظر المولى السيد أن يغدق عليه الملك أو ولي العهد بمليارات أخرى نظير دور ما يضغط على أدواته في اليمن بوقف إطلاق النار ويعزز شعبيته المتآكلة كما فعل مع شحنة المازوت الإيرانية البطولية !!.
توجد لدينا في اليمن نسخة أردأ بكثير من الأصل هي(عبده الحوثي) على نهج وسراط نصر الله الأعوج الذي يقلد أسلوبه في الرغي وحركاته ورعشاته وأنه سوف يحرر القدس من مأرب.. وهو تماماً مثل السيد في النهم لأكل والتهام الأموال وطلب تبرعات من ضحاياه حتى بخمسين ريال يمني(نصف سنت)!!.

ليس شعب لبنان وحده من يكابد سفاهة صاحب السماحة السيد, فبصمات حزب الله وبطولاته التخريبية تمتد من الفرات إلى النيل والرافدين وإلى اليمن والبحر الأحمر والمحيط الهندي والخليج العربي.. دمار شامل كامل لم يبقِ لنا نحن في اليمن إلا القليل من ما يبقينا على قيد الحياة وبين اليأس والأمل.
أخذه الله تعالى كبداية على الخفيف فقط في أحداث الطيونة التي استعرض بعدها في خطبة الأسبوع الماضي وتقيأ حتى أسرار عدد قواته وظهر على حقيقته في قمة الأنهيار النفسي والمعنوي الذي لم نعهده عنه في نكباته المتلاحقة مع حرس الحدود الإسرائيلي.
كان حسن نصر الله في خطبته المرتعشة كالذي يتخبطه الشيطان من المس وكمن يغالب سكيناً صدئة تدلك بها رقبته المثقلة فيفضل الموت فوراً على الحياة.
وتوارى صاحب دكان حركة أمل نبيه بَرَّي ورئيس البرلمان خلف المشهد يعض شفتيه بعد اتهامات متبادلة مع نصر الله في تورط الفصيلين بتدبير الأر .بي .جي في الطيونة.. والمَخرَج أنهم سيكتفون بتشويه سمعة القوات اللبنانية وحلفائها لأن السلاح الذي كان في متناول متظاهري حزب الله وحركة أمل أكبر وأخطر وأضراره ماثلة حتى اللحظة!!

*تهديدات من البدروم *

والمقايضة هي قدر عالي من الأرهاب اللفظي والتهديد المبطن بحرب أهلية أو التخلي عن الإدانة بتفحيرات المرفأ, فيظهر بذلك السيد حسن وحزبه متسامحين إلى أبعد حد بعد أن  دافع الآخرون عن أنفسهم من مظاهرة مسلحة قالوا إنها سلمية و(با لار .بي .جيR.B.G) استهدفت إرهاب القضاء وهيئات السلطة والحكم بما فيهم رئيس الجمهورية الذي بدأ في التعدي على استقلالية القضاء والرضوخ أما لأغراءات تجديد بيعة التنصيب أو لمخاوف أن يفعلها نصر الله وزبانيته بإحراق المعبد كمجرم حرب عتيد.
وعلى سبيل هروب نصر الله إلى لغة هابطة تليق بمقامه واتهام زعيم حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بالتنسيق مع التكفيريين والدواعش, فما هي القيمة الصفرية لحزب الله ومليشياته في حرب سوريا التي ألحق بها هؤلاء الدواعش وبأيران هزيمة ساحقة دفعة واحدة لولا تدخلات روسيا بكل جبروتها وثقلها العسكري وأساطيلها وطائراتها وتغيير موازين القوى لأنقاذ حزب ألله والحرس الثوري الخميني في سوريا قبل بشار الأسد وفي اللحظة الاخيرة؟؟

حتى تظاهر سماحة السيء بعد ذلك بالدفاع عن تسهيل خروج الدواعش الآمن ومن يعتبرونهم تكفييريين, وتكفله شخصياً بنقل نازحي قوات داعش وأخواتها وعائلاتهم بأسطول باصات كبيرة من باب أنه لم يهزم وادعاء التواضع والتسامح ألذي يأكل قلبه مع أعدائه !!.
ومقارنة منصفة بين سلوك قيادات حزب الله ومليشياته وهؤلاء الدواعش ليس في صالح السيد.
وقد ذكر الرجل اسم الدكتور سمير جعجع في خطاب الهذيان الأخير كما لم يذكر إسرائيل طوال حياته بعد أن توجهت البوصلة للعب بالزناد في مواجهة الحقيقة والأستحقاق القضائي أن كل شيء مثبت على تورط مليشيات سيئ الضاحية الجنوبية في كارثة المرفأ والطيونة, وأنه صَعّد لهجة التهديد والوعيد بغرض المساومة بجثث قتلاه, وليس في سبيل سير التقاضي إلى مثوله كأرهابي شامل يهدد حاضر ومستقبل لبنان وتستطير شروره وجرائمه إلى اليمن والسعودية وسوريا والعراق والبحرين وغيرها.
أما الرجل الكبير سعادة الدكتور سمير جعجع بحسب متابعتنا لمسار تجربته السياسية والكفاحية الطويلة أكثر من أربعين عاماً فرجل حركي عملي لا يشغل نفسه بالخطابات والثرثرة الطويلة كما هو حال الذي عاقب نفسه في سجن أبدي قسري قاهر في مخابئ تحت الأرض مع الخفافيش والجرذان لا يعرف معه ضؤ الشمس ولا أوكسجين طبيعي.

والوعد الصادق الذي أوفى به سماحة السيد حسن هو تجارة المخدرات والمتفجرات إلى أصقاع المعمورة وابتزاز الأموال من عوام الناس والأنظمة ورؤوس الأموال والتجار باسم القضية الفلسطينية.
وعوضاً عن تصحيح اعوجاج الذيل يمضي خطاب نصر الله في تخوين كل من يرفض وصايته من اللبنانين واتهامهم بالعمالة والأرتزاق للأمريكان تماماً كما يفعل عندنا في اليمن تلميذه المتسكع عبده الحوثي وعصابة التخريب الإجرامية.
ولم تنجُ من بشاعة وأهوال حزب اللاة لا أبناء جلدتهم ولا اليمن التي لا يزال يحرض أدواته الحوثية على التنكيل والدمار والحرب وبأشراف خبراء حقراء من حزب الله والحرس الثوري الإيراني لا تزال جثثهم متعغنة في جبال مناطق مراد والجوبة والكسارة.
لا أتضامن مع مواقف الزعيم الكبير سمير جعجع في تصديه لسفالة عصابات حزب نصر الله وحركة أمل الكهنوتية, فليس المسيحيون وحدهم في لبنان من اكتوى بلؤم وشؤم العصابات, لأن ما حدث لنا في اليمن بالقفازات القذرة الملطخة ذاتها أكبر من أن تستوعبه مجلدات وأسفار.
ولا يصمد استعراض قوة البغي في مواجهة قوة الحق وحكم الله ماضٍ كالسيف(رب فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) لكنها عنتريات الضعفاء عند حسن نصر الله تقوده أسفل من مخبئه بكثير !!.

* خليك صاحي يا قرداحي *

ما حدث مع جورج قرداحي يدخل في فضائح آخر العمر.. فمظهر الرجل الذي كان يوحي بمثقف عربي من العيار الثقيل اتضح أننا إزاء كتلة غباء سياسي وموت أخلاقي معاً.
ربط جورج قرداحي تعليقه على ردود أفعال الشارع الخليجي والعربي من دفاعه عن عدوان الحوثيين على الشعب اليمني بأن المقابلة التلفزيونية معه كانت قبل تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان.. ففضح الرجل بذلك طريقته الأنتهازية في الحياة أكثر, لأنه أراد حينها كسب ترشيح حسن نصر الله لتوليه حقيبة الإعلام فقط لا غير وليس دفاعاً عن قناعة وفكر.

وكان الأرتباك واضحاً أمام مقدمة البرنامج التلفزيوني وهو يدافع عن حق الحوثيين في ما أسماه الدفاع عن النفس من عدوان سعودي-إماراتي, وكاد يبكي بطريقة كربلائية مثل أي نائحة مستعارة في المآتم.
فالمعروف إن الأنقلابيين الحوثيين اعتدوا على سلطات الدولة اليمنية بقوة السلاح كما يفعل حزب الله تماماً في لبنان بطريقته الخاصة التي لم تحرك غيرة قرداحي وكرامته الشخصية.
والأسوأ إن الرجل أعتذر للسعودية والإمارات بلغة تهديدية أيضاً لما يعتبره تدخلاً بشؤون لبنان الداخلية في تناقض يدل على إصراره بمنطق السذاجة السياسي نفسه.
فماذا يسمي جورج قرداحي تحريضه للحوثيين ضد شعب اليمن وسلطاته الشرعية وملايين اليمنيين شردهم عدوان الحوثي الداخلي على بلاده.
كان إصرار حسن نصر الله على تزكية الرجل لمنصب وزير الإعلام من باب شرط الولاء والغباء السياسي الأعمى, فليست المظاهر الشخصية والهندمة ومكياج الوجه والشهرة الفارغة من مضمون دليل قدرات شخص وتميزه, فالراقصات أيضاً أكثر اهتماماً بالمظاهر, وأكثر اجتهاداً ومجهود حركي وفني في أكل عيش حلال !!.
هو إذن ضحية مظهره الشخصي الخادع وابتسامة تخفي وراءها ولاء الغباء لمن يدفع أكثر.
وما يجري في اليمن إن كنت لا تدري يا جورج هو استيلاء على السلطة بقوة السلاح, لم يتدخل السعوديون منذ انقلاب ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ م إلا بعد ستة أشهر بطلب من سلطة الشرعية اليمنية ومباركة المجتمع الدولي بانهاء الانقلاب واستعادة الدولة, لكنهم أرادوا وزير إعلام لا يعي ما يدور حوله.
وإذا كان من مناحة متاحة لك يا جورج قرداحي إن كنت تستنفر لكرامتك الشخصية حقيقة لا تظاهراً فقد قبلت على نفسك الذلة والمسكنة تحت راية إرهاب حزب الله ؟؟.
نصيحة أن تتفرغ للأداء الدرامي التلفزيوني والإذاعي والرقص الشرقي وعش مكاسب اللحظة الشخصية كعادتك, ودع عنك السياسة فلست منها وإن غَرَّقتَ أثوابك بالمدادِ.