آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-05:11ص

حال العسكريين يرحم، فيا رب إليك المشتكى

الخميس - 28 أكتوبر 2021 - الساعة 01:11 ص

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


خاطبنا وناشدنا وزيري الدفاع والداخلية، وكأننا نخاطب أبا الهول في صمته، ناشدنا رئيس الوزراء فلم تزده مناشدتنا إلا ابتسامة صفراء رأيناها على محياه، ناشدنا فخامة الأخ الرئيس فلم نجد مخرجًا لرواتب العسكريين إلا التوجه إلى الله ليفك عنهم ضيقهم وكربتهم، وما هم فيه من حاجة.

 يا رب إليك المشتكى، فإن لم يكن بك غضب عليهم، فلا مبالاة لما هم فيه، ولكن عافيتك أقرب إليهم، ورزقك ورضاك عنهم غايتهم، وأنت مفزعهم وملجأهم بعد أن تخلى عنهم المسؤولون عنهم.

 يارب أنت تعلم بحالهم منا، وتعلم أن لهم أطفالًا رضعًا قد جف حليب أمهاتهم من شدة الجوع، ولهم مرضى لا يقوون على الحياة إلا بعلاج على مدار الساعة، ولم يستطيعوا شراءه، فتحنن، وترفق بهم، فالمسؤولون عنهم قد تخلوا عنهم بل أن قادتهم يتمنون مجيء رواتبهم ليخصموها عنهم، فاكشف ما هم فيه يا ذا الجلال والإكرام.

 رب قد بلغت حرقة الجوع أمعاءهم، وكادت تحرقها، ولم يبال بهم المسؤولون عنهم، ولم يلتفت إليهم قريب ولا غريب، ولا صديق ولا جار، ولا مسلم ولا كافر، فكن عونهم يا أرحم الراحمين.

 رب انتهت آمالهم في الحياة فجدد أملهم، ليعيشوا، ومزق شمل كل ظالم كان سببًا في معاناتهم.

 رب ارتفع أنين الأطفال، وكسى الرجال الذل، وامتلأت البيوت بالآهات، ولم يعد يجد رب الأسرة قوت يومه، فارفق بهم، واكشف عنهم ماهم فيه اليوم من قلة ذات اليد، وفك رواتبهم من أيدي الظالمين، واقطع دابر من يتربص برواتبهم، فلقد رفعوا شكواهم إليك وأنت أعلم بحالهم، فأنت نعم المولى ونعم النصير.