آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-07:37م

مواقف لن تنسى مع أخي الشهيد "ضياء الحق"

الأربعاء - 27 أكتوبر 2021 - الساعة 08:11 م

حياة الذبحاني
بقلم: حياة الذبحاني
- ارشيف الكاتب


قبل سنتين في صفقة إستلام وتسليم الأسرى عندما رأيت أسرى مدينة تعز كيف خرجوا من سجون الحوثي معاقين ومشلولين ومختلين عقلياً حزنت جداً وكنت في قمة القهر بصراحه فقلت للأستاذ ضياء الحق الاهدل : وأنتم يا أستاذ ضياء خرجتموهم مشايخ وكأنهم كانوا في نزهه عادك كسيتهم ودلعتهم وكله كوم والعطر تعطرهم كوم..

فقال : نحن رجال دوله وتلك أخلاق الدين وتعاليم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتلك أيضاً قيم الجيش الوطني ولانرد الإساءة بمثلها ويظلون بشر تنتظرهم عائلتهم بفارغ الصبر والشوق وعسى الله أن يهديهم..

مرة أخرى في الزنازين ونحن ننفذ مشروع إفطار صائم في شهر رمضان المبارك رأيت الأستاذ ضياء الحق الأهدل يتناول الطعام بمعيتهم ويتجاذبون أطراف الحديث وكأنهم أعز أصدقائه.. قالت له صديقتي منى الشرعبي  مزاحاً : باقي القات يا أستاذ ضياءالحق فرد مبتسماً : معهم مقوت خاص يأتي إليهم ظننا أن الأمر منه مزاحاً ولكنه فعلاً حقيقة وصل المقوت ودخل إليهم.

في آخر صفقه وهو يبحث عن طعام الإفطار لهم لماذا تأخر وكان جواره صادق البتراء وحمدي السامعي: قلن له صديقاتي ممازحات كنت توكل لنا المهمه نسوي لهم كبده ولحم صغار مع البهارات حقنا قاصدات سيضعن السم فرد مبتسماً كعادته : ما بتسخين تقتلين النفس التي حرم الله أسرهم تنتظرهم أمهاتهم وزوجاتهم وأبناؤهم.. الرسول كان يفعل ذلك وأكثر وهو قدوتنا وردد قوله تعالى "ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءاً ولا شكورا".

وخرج أسرى الحوثيين بكسوه مقدمه من الشيخ حمود سعيد المخلافي حفظه الله ورعاه وتناولوا وجبة الإفطار وسلم عليهم الأستاذ ضياء الحق الأهدل واحداً واحداً وهو مبتسماً في منطقة سامع.

هذه المواقف وغيرها هي العظمه وهي أرقى التعامل الإنساني والديني الذي ذكره نبينا الاعظم : "الدين المعامله".

لقد كنت أخونا الشهيد مدرسه في كل شيء وبفقدك فقدت اليمن أبرز رجالها المخلصين الأوفياء والشرفاء عزاؤنا أنك شهيد مجيد ستظل ذكراك محفورة في أرواحنا نحاول أن نقتبس منها كل المعاني النبيلة.

ذهبت وتركت تاريخ سيحفر في جدران الزمن ببريق الذهب وماء الفضه.. رحمة الله عليك وتقبل الله منك صالح الأعمال وكتبك في الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

* ناشطة إنسانية