آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-01:11ص

العالم والجنوب.. والرقص على الوجع

الأربعاء - 27 أكتوبر 2021 - الساعة 07:51 م

فلاح المانعي
بقلم: فلاح المانعي
- ارشيف الكاتب


نعلم إن السياسة تمارس أبشع صور الكذب والكيد والإفتراء، كما إنها أي السياسة مقترنة بالكذب والنفاق والتظليل، إنها بإختصار بحيرة من الوحل والقذارة، يجيد بعض الساسة السباحة بمهارة فيها.

ويقال إن السياسة هي الفن الممكن، ويفترض أن تكون كذلك دون أن تتسبب بقتل وإبادة الشعوب مهما كانت الدوافع ومهما كانت القوة، ويجب أن يكون للسياسة اخلاق وذوق وعدالة وأن المصالح ليس هدف سامي إن تحققت عن طريق إذلال الشعوب وكسر إرداتهم.

إن ما يمارس ضد الجنوب العربي المحتل من حصار وقتل وإرهاب يجعلنا أن نصور هذا العالم إنه عالم جبان ومتخاذل يهوي في سبيل مصالحه الأنانية وأطماعه الغير مشروعة.

إنه الرقص على الوجع، الكل يرقص على أوجاع شعب الجنوب الجريح، احتلال وجيران وعرب وعجم ومسلمين، جميعهم يستمتعون بمعاناة الناس ويعزفون ألحان الترف والفرح والمرح، والمؤلم أن يحدث ذلك على أضواء وخشبة المسرح الوطني الذي ضنناه يوما أنه تحرر من مسرحيات العبودية ومسلسلات الموت القادمة من أطراف ووسط وخلف البحار.

آخر الراقصون على أشلاء الجنوب وعدن ما يسمى سفراء الاتحاد الأوربي الذين يتحكمون بنصف اقتصاديات العالم، هؤلاء ينشدون السلام والحرية كذبا وزورا وبهتانا، كما إنهم يتحدثون حرصهم عن حقوق الإنسان وتمكينه من القرار وصناعة القرار والعيش بكرامة وأمان، إنه شعار عريض وعنوان جميل؛ لكنه في الواقع خاوي الفكرة وعديم المضمون.

لماذا يتحاور الأوربيون مع الجنوبيين وهم يسرقون من شعبه لقمة عيشه، ويتحالفون مع أذرعتهم وأدواتهم لحصار وتجويع الشعب، واحتلال البحر والبر والجو، وتقاسم المواقع والمنافذ والنفط والذهب والفضة والفحم والحجر والسمك واللؤلؤ والمسك والعنبر والعود؟!

من يريد احلال السلام عليه أولا احترام كرامة الإنسان وصون حقوقه ودعمه أيضا ماديا ومعنويا حتى يستطيع الوقوف على قدميه، وملء معدته بالطعام، ويكون ندا وطرف مؤثر في حل الخلاف وإيقاف الحرب واحلال السلام.

إن زيارة سفراء أوروبا للجنوب هي بصيص أمل يجب أن نبني عليها، ومع إنهم أتوا ولا يحملون أفكار اقتصادية أو مناقشة تدهور وتعثر الخدمات العامة، وفوق ذلك فقد تسببوا في خسارة لخزينة الانتقالي بملايين الدولارات، لقا إقامتهم وضيافتهم في عدن.. هذه نتيجة طبيعية عندما يكون الرقص على الوجع.