آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-03:33م

لشكى لغير الله مذلة...

الأربعاء - 27 أكتوبر 2021 - الساعة 03:30 م

د. عبدالرحمن اللحجي
بقلم: د. عبدالرحمن اللحجي
- ارشيف الكاتب


الشكى لغير الله مذلة...
في الطريق الى بئر احمد، ابطأت السير قبل نقطة التفتيش بجانب كلية الحقوق. وإذا بطقم معبئ بالعسكر يصدمني من الخلف. نزلت للاطمئنان على سيارتي، وإذا بانتشار مرعب لجنود من عدة أطقم ويطالبوني بالتنحي جانبا لسير الموكب الطويل العريض.
بقلة عقل مني وحنق شديد من سوء تصرف السائق والمرافقين لم اهتم بما طلبوه وذهبت ابحث عن القائد للتفاهم معه على أمل أن يطلع عاقل... 
المفاجأة ان صاحب الموكب طلع طالب سابق عندنا دفعته تخرجت قبل سنوات وهو يعاني صعوبة في التخرج بسبب مواد رسوب. وللأمانة كان مهذبا معي، واعتذر وبادر بالتعهد باصلاح ما يتطلب إصلاحه. والحقيقة انني كنت فاكر ان ذلك تأدبا منه وسلوك أصيل له.  ولكني عرفت ان السبب الحقيقي أنه كان يرغب في ان اتدخل لدى الكلية ليجتاز الامتحانات المتأخرة عليه... وقلت له ان مثل هذا الكلام من غير اللائق أن يتم تداوله في مثل هذه الظروف وان عليه أن يأتي للكلية وبدون هذا الموكب المرعب لإتمام الاجراءات القانونية لمثل تلك الحالات. 
وكما قيل لي لاحقا أن معظم أرباب مثل تلك المواكب العابثة بالسكينة الاجتماعية هم من عاشوا أوضاع اجتماعية وتعليمية سيئة، ولم يتم تربيتهم عسكريا وقيميا واخلاقيا فعاثوا في الأرض فسادا.
انني بهذا أدعوا القيادة العسكرية والأمنية " المسيطرة على الارض" لتربية مثل هؤلاء لتحسين الصورة التي تبدو مهزوزة ومشوشة. وليس ذلك بالصعب اذا كان ما ننشده  دولة مدنية قابلة للاستمرار دون التعذر بحالة اللاحرب التي نعيشها حاليا.
خط سير الموكب كان في اتجاه مزرعة كان باسط عليها المتنفذ "واصل الدفيف" و يتم حاليا إعادة توزيعها لمن يملك مواكب وبحسب كبر كل موكب.