آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-07:29ص

شتاء شبوة الساخن .

الإثنين - 25 أكتوبر 2021 - الساعة 05:20 م

عمر الحار
بقلم: عمر الحار
- ارشيف الكاتب


ينتظر محافظة  شبوة شتاء سياسي ساخن ،وهي تعيش هذه الايام على وقع مخيف لازمة داخلية تكاد تعصف بها من كل اتجاه ،تجلت بوادرها الاولية في نجاح دعوة الزعيم والمرجع القبلي الكبير الشيخ عوض ابن الوزير ابناء شبوة للاحتشاد بمديرية نصاب معقل ديار السلطنة العولقية العامرة بالخير والرجال للتعبير عن مجموعة من المظالم والمطالب المشروعة لابناء المحافظة ،ونالت الدعوة الاستجابة المطلوبة من المرجعيات  والمواطنين ،في ظل تخوفهم المسبق من بطش السلطات الامنية بهم على غرار حوادث ارتكبتها بحق تجمعات سياسية لقيادات وانصار انتقالي عدن الموالي للامارات عديد من المرات بالمحافظة،ولا تخلو تظاهرة نصاب الجماهيرية من العمل السياسي المنظم الهادف الى توجيه عديد من الرسائل لسلطة المحلية التي تتهم حزب الاصلاح بالسيطرة الكلية عليها،والاستفراد بموارد المحافظة والعبث فيها ،دون اغفال تبعات انهيار العملة الوطنية على الناس واعتبارها حرب ممنهجة عليهم لاذلالهم بالجوع والفقر ، ولم ترفع التظاهرة علم اي مكون سياسي مما يوكد على الموقف الوطني الثابت لداعي لها الشيخ عوض ابن الوزير الذي يمثل واحدا من اركان الشرعية والجمهورية والداعمين لها على المستويين الوطني و المحلي .
وسجلت السلطات الامنية بتراجعها عن اساليبها القمعية السابقة مع المتظاهرين بادرة ايجابية تستحق الثناء وان كانت ملزمة بضرورة التعامل على هذا المنوال مع مظالم المواطنين والسماح بمظاهر التعبير الجماهيري الواسع و السلمي عنها،الا انها تعمدت اختراق اسلوبها الحضاري اللافت مع اعتصام ابناء الروضة مما يثير عديد من التساؤلات،وهم الابعد  عن نوازع  السلوكيات العدوانية تجاه رجال الامن او المصالح العامة لدولة .
وحالت الاوضاع الاقتصادية الصعبة للناس وارتفاع اسعار المحروقات دون مشاركة غالبية المديريات البعيدة عن مديرية  نصاب ،واحيت اللجنة المجتمعية لابناء مديرية ميفعة تظاهرة مماثلة على محدودية المشاركة فيها والتي تعكس مخاوف المواطنين الذين تعرضت مظاهراتهم الانتقالية السابقة للبطش والتنكيل ومطاردة العناصر النشطة للمكون الانقلابي فيها .
في الوقت الذي تواصلت فيه دعوات حكم قبائل بلعبيد ومرجعها المعروف بالمديريات الشرقية من المحافظة الشيخ علي باهيصمي لمراجع القبائل ورجالها بالحضور للقاء تشاوري لهم في مديرية الطلح اليوم الاحد ،ولم ترد تعليقات من السلطات المحلية بالمديرية والمحافظة على الجمع القبلي للقبائل بلعبيد ،ولم نزل في الانتظار لتلقي نتائج اللقاء وقراءة توجهاتها السياسية .
،وتتواتر الانباء عن قيام التحالف بانشاء معسكر تدريبي لقوات النخبة والقوى المناوئة لشرعية بالطلح واسندت قيادة القوة للعميد عادل المصعبي،الذي تولى مهام عسكرية ميدانية في قيادة الجبهة الجنوبية لدفاع عن المملكة العربية السعودية. 
وتأتي هذه التحركات القبلية والجماهيرية في وقت عصيب على المحافظة التي خسرت قبل شهر تقريبا ثلاث من مديريات الاستراتيجية والتي تمثل بوابتها الشمالية والغربية مع محافظتي مأرب والبيضاء،وسط نبرة التخوين لقيادة المحافظة الاصلاحية واتهامها بالتفريط فيها .  
قيادة شبوة بكل تأكيد تستشعر خطورة دعوات مرجعي القبيلة في العولق وبلعبيد وكليهما من العيار الثقيل، معالي الشيخ عوض ابن الوزير ومعالي الشيخ علي باهيصمي عضوا مجلس النواب والمحسوبين على كتلة الصقور في المؤتمر الشعبي العام ،وقد تتسبب في حالت الارتباك المفاجئ للسلطة،واجبرتها اجندتها الوطنية  على التعامل بعقلانية معها ودعتها لضرورة التفكير الجدي بالقبول بمبدأ مشاركة الجميع في تحمل مسؤولياتهم تجاه المحافظة في هذه المرحلة الصعبة والانفتاح بصدر رحب على كافة قواها السياسية واتاحة الفرصة لهم لمساعدتها على حمل ملفاتها السياسة الساخنة والمليئة بالمتناقضات علها تعمل على تدفئة بودار شتائها السياسي القارس .
وتظل هوجس الخوف مسيطرة على المشهد المحلي بالمحافظة، و مرهون تبددها باستجابة قيادتها للمتغيرات الطارئة عليها،والموجبة المبادرة والاستعداد لتقديم التنازلات الهادفة الى خدمة  مصالحها المشتركة والحفاظ عليها،وحماية وصيانة وحدتها الداخلية القابلة للانشطار دون حصافة صفها القيادي والقبلي والاجتماعي لو قدر الله .
وكل الخيارات المطلوبة بصمت من سلطة المحافظة تستدعي امتلاكها لقرارها المحلي الشجاع بعيدا عن الوصاية عليها والتي عادة ما تتهم بولائها الحزبي العميق والمطلق، وصعوبة خلاصها من الانقياد و التبعية العمياء له .
وتتزامن هذه التحركات الاجتماعية المقلقة لسلطة المحافظة مع تصريحات مسربة لسفير السعودي آل جابر والذي يوصف بالحاكم الفعلي لليمن بالتوجه الجدي لتخلص من سلطة الاصلاح السياسية والعسكرية،مما يوحي بالشروع في تنفيذ خطة تضييق الخناق الداخلي والخارجي عليها .