الانقلابات العسكرية هي ثقافة متأصلة في الفكر السياسي للحكم في السودان، وما يميز انقلاب اليوم الاثنين هو انه تم باشراف مباشر من السعودية والامارات، كونهما الدولتين الموكلتان من قبل المركز الدولي في ادارة الصراعات في الوطن العربي، وجميعها صراعات تصب في صالح المركز الدولي المتمثل في الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوربي..
انقلاب 25 اكتوبر 2021 سيستغل لتصفية التيار العروبي المناهض للتطبيع مع الكيان الصهيوني، اذ طالت الاعتقالات الى جانب رئيس وأعضاء الحكومة المدنية التي أتت كنتاج للانتفاضة الشعبية، فانها شملت ايضا قيادات وأعضاء الأحزاب والحركات ذات التوجه العروبي القومي المناهض للتطبيع، والرافضة لسياسات المكون العسكري في الحكم الذي ارتمى في حضن امريكا والكيان الصهيوني..
ان الولايات المتحدة الامريكية التي تدعي زيفا انها مع حرية الشعوب، وانها تدعم الديمقراطية والتبادل السلمي للحكم، لن تتأخر في تدعيم الانقلاب وحمايته تحت حجج ومبررات مختلفة، مايؤكد انها الداعمة للدكتاتوريات في العالم، وان الانقلاب ما كان له أن يحدث دون رضا وتشجيع واشنطن، خاصة وانه نفذ بعد يوم واحد من زيارة المبعوث الامريكي لافريقيا، الذي التقى برئيس المجلس العسكري في الخرطوم.
