آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-05:47م

كفتنيَ الذرتان

الجمعة - 22 أكتوبر 2021 - الساعة 02:13 ص

د. غازي الحيدري
بقلم: د. غازي الحيدري
- ارشيف الكاتب


من حكمة البارئ ـ سبحانه ـ في الخلق أن جعل البشر يتفاوتون في عقولهم، ويختلفون في أفهامهم، كما يختلفون في صورهم وألوانهم.

وفي هذا الصدد لو سئل أحدنا سؤالاً، كم دورةً تحتاج لفهم علم معين أو فن معين، وكم من الوسائل التعليمية والطرق الإيضاحية تحتاج؟ لأجاب بكذا وكذا من الدورات أو الأيام، وكذلك الكتب والمراجع وفقا لما يملكه من القدرات.

وماذا إذا كان السؤال حول مايحتاجه الإنسان لفهم دينه والعمل بمقتضى أوامره ونواهيه، فما الذي نتوقعه من إجابة إزاء ذلك ؟

لاشك بأن الإجابة ـ كما قد يُظن ـ ستكون أكبر بكثير من إجابة السؤال السابق وأكثر اتساعاً، بحكم ضخامة المهمة وحجمها، ومايترتب عليها  من نتائج، خاصة وأنها قضية مصير..

ولكن الأمر ليس كذلك، فالدين يُسر (وما جعل عليكم في الدين من حرج) والعبرة بمستوى التنفيذ، ومايسبقه من عميق إيمان وإخلاص.

وعوداً إلى عنوان مقالنا فإن تلك العبارة إنما هي مقولة لأعرابي ذهب الى رسول الله ليسأله عن الدين ومايلزمه، فجاءه وهو يصلي بالناس فسمعه يتلو (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) 
فعاد من حيث أتى، وحينما سُئل عن انصرافه دون أن يسأل أجاب بالقول.. *كفتني الذرتان*، وهل بعد الذرتان من سؤال!

يا الله. 
بذلك الفهم استوعب المطلوب، وبتلك الرؤية اختزل الدين.
فأين نحن من ذلك ياترى؟ أترك السؤال مفتوحاً.. والسلام ختام.

   *#د_غازي_الحيدري